أن يكون المنافح عن رسول الله هو طلحة بن عبيد اللَّه التيمي لأنَّه من قومه ،ولكنَّ أمنيته لم تتحقق فقد كان طلحة من الفارِّين أيضاً ، فاستمع لهذا الخبر لتعرف ذلك:
3 ـ «لمَّا دوَّن عمر الدواوين جاء طلحة بنفر من تيم يستقرض لهم ، وجاء أنصاري بغلام مصفَّر سقيم ، فسأل عنه عمر فأُخبِر أنَّه البراء بن أنس بن النضر; ففرض له أربعة آلاف ، وفرض لأصحاب طلحة ستمائة ، فاعترض طلحة ، فأجابه عمر : إني رأيت أبا هذا جاء يوم أُحُد وأنا وأبوبكر قد تحدثنا: أنَّ رسول الله قد قُتِل ; فقال: يا أبا بكر ويا عمر: مالي أراكما جالسين؟ إن كان رسول اللَّهِ قُتل فإنَّ الله حيّ لا يموت» ۱ .
وقال أنس بن مالك: «إنَّه لمَّا انتهى إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيدفي رجال من المهاجرين والأنصار قد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يجلسكم ؟ قالوا: قُتِل محمد رسول الله ۲ .
4 ـ كان عثمان ممَّن فرَّ وجاء بعد ثلاثة أيام من الواقعة فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله):
1.تاريخ الطبري: ۲ / ۱۹۹ ، لباب الآداب: ص ۱۷۹ .
2.الكامل في التاريخ لعز الدين ابن الأثير : ۲ / ۱۵۶ ، دلائل النبوة: ۳ / ۲۴۵ ، وقد نصَّ في مجمع الزوائد على أنَّ من الفارِّين أبو بكر وعمر فراجع: ۹ / ۱۲۴ وذلك بإخراج الطبراني والبزار ، كما أنَّ رجال الثاني هم رجال الصحيح إلا محمد بن عبد الرحمن ومحله الصدق .أقول: وليس يضر ذلك عندهم ما دام الله عزَّ وجلَّ قد عفا عنهم وغفر لهم تلك الخطيئة ، وهذا ليس مطلبنا ، ولكن يكفينا منه ثبوت أنَّ من الصحابة من لم يكن بتلك المرتبة التي تنسب له من قبل المتأخرين عن تلك الحقبة الزمنيَّة ، إذ مع اعترافهم أنفسهم بذلك فما الداعي لإنكارنا وقوعه منهم ؟ .