صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 124

ذاته ليس عيباً فيهم ، ولكنَّ العيب والنقص فيمن يدعي لهم ما لا يدعونه لأنفسهم .
المقطع الخامس: ما يتعلّق ببطل المعركة الكبير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام): فمن المؤسف جدَّاً أن يحاول هذا الكاتب اللفَّ والدوران حول آيات العفو والغفران للصحابة ، ويعطف على ذلك بآيات التأييد والنصر من قبل اللَّه عزَّ وجلَّ للمؤمنين ، دون تعرض لمن تمَّ النصر والتأييد على يده وبسيفه .
ففي معركة بدر الكبرى كان أكثر قتلى المشركين بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وكذا في أُحُد ، وهكذا في معركة الخندق هذه .
فمن الذي برز لعمرو بن عبد ودّ العامري حينما طلب المبارزة من المسلمين ؟ هاك النصوص التي تحكي ذلك:
1 ـ قال حذيفة لبعضهم: . . .«يا لُكَع وكيف لا يحتمل؟ وأين كان أبو بكر وعمر وحذيفة ـ يعني نفسه ـ وجميع أصحاب محمد(صلى الله عليه وآله) يوم عمرو بن عبد ودٍّ ، وقد دعا إلى المبارزة فأحجم الناس كلهم ما خلا عليَّاً ، فإنَّه برز إليه وقتله على يده .
والذي نفس حذيفة بيده لَعَمَلُهُ ذلك اليوم أعظم أجراً من عمل أصحاب محمد(صلى الله عليه وآله)إلى يوم القيامة» ۱  .
2 ـ روى الحاكم في المستدرك قول النبي (صلى الله عليه وآله): «لَمُبَارَزَةُ علي بن أبي طالب لعمرو ابن عبد ودٍّ يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة» ۲  .
وفي لفظ آخر : أفضل من عبادة الثقلين ، وفي ثالث : تعدل عمل الثقلين .

1.الإرشاد للمفيد: ۱ / ۱۰۲ .

2.المستدرك على الصحيحين: ۳ / ۳۲ ـ ۳۴ ، وراجع ما يقرب من هذه الألفاظ: تاريخ بغداد: ۳ / ۱۹ ، مناقب الخوارزمي: ص ۱۰۴ ، المغازي للواقدي: ۲ / ۴۷۰ ـ ۴۷۱ ، عيون الأثر: ۲ / ۶۲ ، نهاية العقول للرازي: ص۱۰۴ ، البداية والنهاية لابن كثير: ۴ / ۱۲۲ ، دلائل النبوة: ۳ / ۴۲۲ ، سيرة ابن هشام: ۳ / ۲۶۵ ، الطبقات لابن سعد: ۲ / ۶۸ ، السيرة الحلبيَّة: ۲ / ۳۲۰ .

الصفحه من 152