صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 125

فياترى لو سألنا هذا الكاتب: هل كان من الحق والعدل والإنصاف أنتهمل ذكر رجل كان سبب النصر في تلك المعركة بل في غيرها أيضاً ، محاولاً إخفاء الحقيقة الناصعة ، وتجعله كأحد عامَّة الصحابة الذين تمتدحهم لمجردصحبتهم ؟
وهل تعدل مَنْ تساوي أو تفضل ضربَتُه فقط في ذلك اليوم لعمرو بن عبد ودّ كل أعمال الثقلين بل عبادتهم ، وإلى يوم القيامة ، تعدله بمن جبن عن قتال الأبطال ؟
فما لكم كيف تحكمون !!؟
وهل بقي المسلمون وتمَّ لهم النصر لولا سيف علي(عليه السلام) في ذلك اليوم ، وفي غيره من أيَّام المسلمين ، فأين تشدّقك في الكثير من خطبك وكلماتك عبر الإنترنت وغيره بحبّ علي ، وبأنَّك الموالي له والمحبّ ، والمبغض لعدوه ؟؟ وهل ينفتل المحبّ عن ذكر محبوبه ؟؟
أم هل يقدر المحبّ على أن لا يطيع محبوبه ؟ بل يرى اللذَّة كل اللذَّة ومنتهى الكمال أن يتوصل لإداء فرض المحبَّة من الطاعة والولاء ، أليس كذلك أيها المحبّ الواله !!؟

الموقف الرابع: ما يتعلّق بصلح الحديبيَّة:

لقد وقع صلح الحديبيَّة في السنة السادسة من الهجرة ، ومنشأ ذلك:أنَّ النبي(صلى الله عليه وآله)قد رأى رؤيا أنَّه دخل البيت ، وحلق رأسه ، وأخذ مفتاحالبيت ، وعرَّف مع المعرِّفين ، فخرج ومعه ألف وأربعمائة من أصحابه ، وكانخارجاً قاصداً للعمرة لا الحرب ، فمنعته قريش من دخول مكَّة ، وتمَّت المراسلات بينهم حتى تمَّ الصلح المذكور ، وكان الكاتب للصلح هو علي (عليه السلام) ۱  ، فكان سلام الله

1.روى في المصنف ۵ / ۳۴۳ رقم ۹۷۲۱ عن عكرمة بن عمار قال: أخبرنا أبو زميل سماك الحنفي أنَّه سمع ابن عباس يقول: كاتب الكتاب يوم الحديبيَّة علي بن أبي طالب وقال معمر: سألتُ الزهري فضحك وقال: هو علي بن أبي طالب ولو سألت عنه هؤلاء ـ يعني بني أميَّة ـ لقالوا: عثمان .

الصفحه من 152