صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 126

عليه هو مبعوث الرسول (صلى الله عليه وآله)إلى قريش ۱  ، وكان الصلح بشروط معينة مذكورة في محلها .
وهنا عدَّة مقاطع:
المقطع الأول: قوله تعالى: إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحَاً مُبِينَاً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ . . سورة الفتح: 1 ـ 2 .
والمراد أنَّ الله عزَّ وجلَّ سيرزقك الفتح المبين مستقبلاً ، وهذا الصلح مقدمةً له ليس إلا ، بل هو الفتح واقعاً حيث إنَّ قريش اعترفت بوجود مستقل للنبي (صلى الله عليه وآله) ، ولرسالته وللقوة التي عنده ، فاضطرت للمصالحة معه والمهادنة لمدَّة عشر سنين ، فجرى الصلح كما أراد النبي بإرادة اللَّه ، ولكنَّ قِصَر نظر البعض أوجب امتناعهم عن ذلك وتأبيهم عن قبوله ، فصدر منهم ما أغضب الرسول ، فاستمع لهذا الكاتب ما يقول: «الاشتياق إلى مكَّة يفوق الوصف ، وقد بُشِّروا بدخولها ، ولكنَّ محبَّتهم للرسول وطاعته والتأسي به والزهد في الدنيا والرغبة فيما عند الله هي سمة ذلك الجيل» ۲  .
واقرأ ما نتلوه عليك هنا لترى صحَّة دعواه من كذبها:
1 ـ روى البخاري أنَّ عمر بن الخطاب كان يسير مع النبي (صلى الله عليه وآله) ليلاً فسأله عمر عن شيء فلم يُجبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ثمَّ سأله فلم يجبه ، ثمَّ سأله فلم يجبه ، فقال عمر ـ يخاطب نفسه ـ : ثكلتك أمُّك يا عمر ; نزرت رسول الله (صلى الله عليه وآله)ثلاث مرات كلّ ذلك لا يجيبك .
قال عمر: فحركتُ بعيري ثمَّ تقدمتُ أمام المسلمين وخشيت أن ينزل فيَّ قرآنٌ ، فما نشبتُ أن سمعتُ صارخاً يصرخ بي ، قال: لقد خشيتُ أن يكون نزل فيَّ

1.تاريخ الطبري: ۲ / ۶۳۰ .

2.صحبة رسول اللَّه: ص ۲۹ ـ ۳۰ .

الصفحه من 152