غضب الله عليه ، ولو بتوسط غضب نبيِّه كما في روايات كثيرة .
وهذا ثابت بالنصوص الكثيرة حول بعض الأشخاص ، كما مرَّ منَّا ذكر بعض الروايات المثبتة لذلك عنهم ، فلا تبقى للقضية الكليَّة التي يريدها دعامة إلا وانهدَّ ت .
ثانياً: وأمَّا بالنسبة لمحمول القضيَّة فالرضا الذي منهم عن الله لا ينفع المستدل في شيء ممَّا يروم إثباته 1 .
وأمَّا الرضا الذي من اللَّه عنهم فعمومه لجميعهم هو محل الكلام ، فإنَّه من الأمور التي تتَّسع وتضيق على حسب متعلَّق الرضا ، فإن كان وسيعاً عاماً كان الرضا كذلك ، وإن كان ضيقاً فهو كذلك أيضاً .
وهنا نجد أنَّ الرضا قد صدر عن خصوص مَنْ سبقت له الهجرة ، بل ليس كلّ من سبقت له الهجرة ، وإنَّما خصوص الأوائل منهم ، وثابت لمن سَبَقَتْ منه النصرة للنبي (صلى الله عليه وآله) ، لا لكل صحابي من الأنصار .
بل يمكن لنا القول بأنَّ الهجرة الممدوحة والمرغوب فيها من قبل الله عزَّ وجلَّ هي خصوص الهجرة إلى اللَّه وفي اللَّه ، كما في قوله تعالى: الذِّينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ . .2 وقوله تعالى: وَمَنْ يَخْرُج مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرَاً إلَى اللَّهِ وَرَسُولِه ثُمَّ يُدْرِكهُ المُوتُ . .3 .
وهكذا أكثر الآيات الذاكرة للهجرة أو النصرة ، كما في قوله تعالى: يَاأيُّهَا الذِّينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى بن مَرْيَم لِلحَوَارِيينَ مَن أَنْصَارِي
1.وذلك لوضوح اختلاف متعلق الرضا بين رضا الله عزَّ وجلَّ ورضا الناس ، بل حتى لو عرف متعلق رضا الله لم يُجدِ ، إذ أنَّ رضاهم عن الله وعن نبيه(صلى الله عليه وآله) من الواجب عليهم تحصيله ووظيفة مطلوبة منهم ، بينما رضا الله عنهم كان محض تفضل وامتنان منه تعالى عليهم .
2.النحل: ۴۱ .
3.النساء: ۱۰۰ .