إلَى اللَّه1 .
ثالثاً: يمكن النقض على هذا المدَّعى ببعض الآيات الأخر التي لا يمكن له الالتزام بها ، ففي مثل قوله تعالى: الذِّينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّه وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِم صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحْمَةٌ . . . ، فهذه تثبت المدح بالصلاة من الله على كل من أصابته مصيبة فقال هذا القول ، ولو كان القائل غير مؤمن .
فما يتشدق به هذا الكاتب من مدح مدَّعى للصحابة ، وقد استفاده من الآية ، ليس ممَّا يوجب اختصاصاً لهم بالمدح دون غيرهم من الناس .
وكذا في قوله تعالى : قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُم لَهُم جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدَاً رَضِي اللَّهُ عَنْهُم وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيم2 .
وقوله تعالى : إنَّ المُسلِمِينَ وَالمُسلِمَاتِ وَالمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ وَالقَانِتِينَ وَالقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالخَّاشِعِينَ وَالخَّاشِعَاتِ وَالمُتَصَدِّقِينَ وَالمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالحَافِظِينَ فُرُوجَهُم وَالحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرَاً وَالذَّاكِرَاتِ أعدَّ اللَّهُ لَهُم مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيمَاً *3 .
فهل يلتزم الكاتب بثبوت الرضا لكل من كان صادقاً ولو لم يكن جامعاً للصفات الأخرى الموجبة لدخول الجنَّة والخلود فيها ؟
وهل يقبل الكاتب أن يكون كل من تحصَّل على واحدة من هذه الصفات ، المذكورة في الآية الثانية يكون مستحقاً للمغفرة والأجر العظيم ، ولو لم يكن جامعاً