صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 67

وإليك بعض آرائهم في ذلك:
1 ـ تعريف السمعاني ; كما حكاه ابن الصلاح في مقدمته ۱ : من طالت مجالسته مع النبي (صلى الله عليه وآله) على طريق التبع والأخذ ، بخلاف من وفد إليه وانصرف بلا مصاحبة ، قالوا: وذلك معنى الصحابي لغةً ۲ .
وهو ضعيف ; لكون طول المكث مؤثراً في المنزلة والاختصاص به أكثر من غيره ليس إلاّ ، علاوةً على مخالفته لمعناهااللغويّ .
2 ـ ما عن سعيد بن المسيب: من أنَّه لم يكن يعدّ صحابياً إلا من أقام مع رسول الله سنةً أو سنتين ، وغزا معه غزوةً أو غزوتين ۳  .
وسيأتي أنَّ هذا معنى استعماليّ للصحبة وليس تعريفاً حدّيَّاً له .
3 ـ الصحابي من طالت صحبته وروى عنه ، حكي عن جماعة .
فيخرج به من قلَّت صحبته ، وقلَّ مكثه مع النبي(صلى الله عليه وآله) .
4 ـ أنَّه من رآه بالغاً ، وقد حكاه الواقدي .
فيخرج من كان قد رآه مميزاً قبل بلوغه ، ومات النبي ولمَّا يبلغ .
5 ـ أنَّه من أدرك زمنه وهو مسلم ، حكي عن ابن عبد البر وابن منده .
فيشمل هذا كلّ من أدرك زمنه وهو مسلمٌ وإنْ لم يره ، وإنْ مات بعد ذلك على غير الإسلام .
6 ـ أنَّه من اختصَّ بالرسول واختصَّ به الرسول(صلى الله عليه وآله) وهذا أضيق التعاريف; لخروج الكثير من الصحابة بذلك عن كونهم صحابةً .
7 ـ أنَّه كلّ مسلم رأى النبيّ (صلى الله عليه وآله) .

1.ابن الصلاح في المقدمة: ص ۴۲۳ .

2.حكاه عنه في مقباس الهداية: ۳ / ۲۹۶ .

3.حكاه عنه في مقباس الهداية ۳ / ۲۹۷ ; وذكره في الباعث الحثيث: ۲۰۳ ، شرح الألفيَّة للسخاوي: ۳ / ۹۴ .

الصفحه من 152