صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 70

عنده: من آمن بالنبي صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ، وصحبه ولو لفترة من الزمنومات على ذلك ، وأمَّا طول الصحبة فهو يؤثّر في المنزلة ليس إلاّ ۱  .
وهذا قريبٌ جدّاً من تعريف ابن حجر العسقلانيّ في اعتبار الإيمان بالنبي(صلى الله عليه وآله)والموت على ذلك .
وأمَّا ما تُعْرَفُ به صحبة الصحابيّ ومايثبت له تلك الصفة ، فهي: الإجماع ، أو التواتر ، أو الشهرة .
ولا بأس بالتعليق على ما عرَّف به هذا الكاتب للصحابيّ ، فنقول:
قد اشتمل تعريفه للصحابيّ على أمور:
الإيمان بالنبيّ ، والصحبة له ، والموت على ذلك ، وطول الصحبة مؤثّر في المنزلة .
فأمَّا الإيمان به(صلى الله عليه وآله):
فهو شرطٌ مهمّ وأساسٌ في الصحابيّ ، ولكن لابدَّ من إدامة هذا الإيمان ، ولعلّ الكاتب التفتَ إلى هذا فقال بعد ذلك: ومات على ذلك .
وأمَّاالصحبة له:
فهي جزء الموضوع ، لتحقّق معنى الصحابيّ لغةً في من يرافقه(صلى الله عليه وآله) بل تمام الموضوع في من يصحّ له ادعاء ذلك .
وأمَّا الموت على ذلك:
فإنْ كان يقصد الموت على الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وآله) فهو المطلوب لنا أيضاً ، وهو تامّ ، وإنْ كان مقصوده الموت على الصحبة فهو ممّا لادليل عليه في الصحابي ، بل الكثير منهم قد هاجر ورجع إلى وطنه ، أو أرسله النبي (صلى الله عليه وآله)إلى بلد ولم يرجع عنه ، فهل يخرج عن كونه صحابياً؟ كلاّ وأَلْفُ كلاّ .

1.صحبة رسول اللَّه (ص): ص ۵ .

الصفحه من 152