صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 74

ومن أهمّ أوامره ، والذي ما فتىء يكرّره حال حياته ، هو التمسّك بولاية أمير المؤمنين ويعسوب الدين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) .
كما أنَّ من أهمّ نواهيه منعه عن مخالفة أمير المؤمنين ، و الانحراف عن بيعته وجادَّته ، فإنَّه(عليه السلام) مع الحقّ والحقّ معه ، كما نطقت بذلك النصوص النبويَّة المستفيضة إن لم تكن متواترة ۱  .
هذا كلُّه من جهة أصل معنى الصحبة لغة واصطلاحاً .
وأمَّا من جهة أثر الصحبة ; فنحن الشيعة الإماميَّة نعتقد بأنَّ ذات الصحبة للنبيّ(صلى الله عليه وآله) ليست موجبةً لإثبات صفة مدح لم تكن متحقّقةً في الشخص بدونها ، وكذلك الصحبة لاتوجب نفي ما أُلصِقَ بالشخص ممَّا دلَّت الروايات عليه ۲  .
وهذا هو القول النصَفُ الذي يأخذ الحقَّ ممَّن ظلمه ، حيث نُسِبَت الصحبة لمن لم تتحقّق فيه ، حيث قد وُجِدَ الكثيرُ ممَّن ادعي له المصداقيَّة للصحبة ، ولم يكن كذلك ، أو كان منهم ثمَّ بَانَ عنهم بأنْ أساء الصحبة ولم يحترم حقَّ العِشْرَة مع النبي(صلى الله عليه وآله) في حياته أو بعد مماته(صلى الله عليه وآله) .
إذ أنَّ ممَّن ادّعيت له الصحبة من ثبت ارتداده عن الدين بعد أن تَدَيَّنَ به ، وهم كثر ، وليس ذلك ممَّا يدعو للعجب ، إذْ أنَّ من بين الصحابة ـ على ما عرَّفوا به الصحابيّ الذين يعدّون بالآلاف ـ من ليس مصوناً عن السُنَن التاريخيَّة أوالاجتماعيَّة ، أو معصوماً عن الآثام النفسيَّة للإنسان ككائن بشريّ قد تغلب عليه

1.سنن الترمذي: ۵ / ۲۹۷ حديث ۳۷۹۸ ، مجمع الزوائد: ۷ / ۲۳۵ ، المستدرك: ۳ / ۱۱۹ ، ۱۲۴ ، تاريخ دمشق لابن عساكر: ۳ / ۱۱۹ حديث ۱۱۶۲ ، كنز العمَّال للمتقي الهندي : ۱۱ / ۶۰۳ حديث ۳۲۹۱۲ ، تاريخ بغداد: ۱۴ / ۳۲۱ ، فرائد السمطين: ۱ / ۱۷۶ ـ ۱۷۷ ، وغيرها من المصادر .

2.ولا شكَّ أنَّ الكثير من الأصوليين ـ من علماء العامَّة ـ يرون هذا الرأي في قول الصحابي ، وإن كان هناك شرذمة منهم مثل ابن حزم وابن تيميَّة يرون أنَّ كل الصحابة على صواب ، وأنَّ قولهم حجَّة مطلقاً .

الصفحه من 152