صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 79

الحاجة للتكميل بالتصديق بنبوته ۱  . ولكن ، هل صدَّقوا أم كذَّبوا؟
هذا ما لا يفصح عنه الكاتب مخافة انكشاف بعض تلك الصفحات المظلمة من تاريخ مَنْ نسب أو ادعى لهم الصحبة ، ومن والاهم ليس إلاّ .
الموقف الثاني: ما يتعلق بدعواه أنَّهم خير الأصحاب فَهْمَاً .
فهذا ما تكذّبه الروايات المتناثرة هنا وهناك في صحاحهم وغيرها ، وهاهو الخليفة الثاني يقول: «ندمتُ على أمور لم أسأل عنها رسول الله قبل وفاته . .ومنها أنَّه مات رسول الله ولم أسأله عن قوله تعالى : وفاكهة وأبَّا۲ .
وكفى بهذا نفياً للفهم الكامل عند هذا المؤلّف ، وإلاّ فالشواهد كثيرة .
وأمَّا الرجولة ; فهل يقصد أنَّهم كانوا أصحاب كلمة نافذة ؟ وهذا المعنى الكنائي المراد منها .
أم يقصد أنَّهم كانوا أصحاب مواقف عظيمة في الحقّ ، فهذا لاينكره أحدٌ ، لكنَّه كان لبعضهم لامطلقاً .
وكذا الكلام في صفة الشجاعة ، وقد كان المبرَّز فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) بل إنَّ أمر شجاعته ممَّا ثبت بالتواتر المعنوي .
ولكنَّ غاية ما يثبت بالذي ساقه المؤلّف : أنَّ بعض صحابة الرسول كانوا أهل فهم ورجولة وشجاعة;
نقول له: ثمَّ ماذا؟ وهل يتصوّر منه أن يثبت به أنَّ كلّ صحابة النبي(صلى الله عليه وآله)وعددهم ينوف على الآلاف ، كانوا كذلك !!؟
إنَّ هذا لممَّا يُضحك الثكلى! .
الموقف الثالث: ما رام إثبات مدّعاه من خلاله وهو قول النبي (صلى الله عليه وآله): «الناس

1.فاْقرأ قوله تعالى }اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً {فإنَّ خطاب إكمال الدين وإتمام النعمة متوجه للناس .

2.سورة عبس ، آية ۳۱ .

الصفحه من 152