صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 82

لتكذيب الخبر ما هو ؟
إنَّ الموجب لتكذيبه: إمَّا مخالفته لضروري النقل أو ضروري العقل ، وإمَّا وجود ما ينهض بمعارضته من النصوص الأخر ، ولا يخفى أنَّ فيما ينقل من وقائع وقعت أو حوادث صدرت من بعض الصحابة ، والالتزام بذلك فيها ليس فيه خلاف لضروري من عقل أو نقل ، كما ليس فيها روايات أخرى معارضة لها حتى يلزم تساقطهما ، والفرض عدم وجود آية تثبت العصمة لهم جميعاً حتى يصار إلى تأويل تلك الروايات مهما أمكن .
كما أنَّ الروايات قد وردت لنا من قبل أشخاص لا يمكن الطعن عليهم كما لو كانت في الصحيحين أو المسانيد الأخرى بشرط الشيخين ، وهكذا في كل رواية ، ولو كانت من كتاب غير تلك الكتب ، وكانت جامعة لشرائط صحَّة الخبر .
ولو التزم بسقوطها للزم التخلّي عن علم الحديث والرجال ، وبالتالي يجوز لهم أخذ كلّ حديث دون البحث في سنده أصلاً ، وهو كماترى ! .
الموقف الخامس: لايمانع أحدٌ ، بل ممَّا لايُنكَر : أنَّ الرسالة المحمديَّة ، و الهدي النبويّ الشريف هو نعمةٌ عظيمةٌ ، بل  هي من أعظم النعم على الصحابة بل على الأمَّة جمعاء ، وكما قال تعالى في آخر الآية المذكورة : ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُوتِيهِ مَنْ يَشَاء۱  .
ولكنَّ السؤال الذي يبقى بلاإجابة بعدُ: هل أدّوا حقَّ تلك النعمة ؟ وهل شكروا لله ذلك الفضل الذي هم فيه؟ فقد قال تعالى : قُلْ لاَ أَسْأَلُكُم عَلَيْهِ أَجْرَاً إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى۲  .
فهل تودَّدوا لذوي القربى أو عَادَوْهُم؟.

1.سورة المائدة: ۵۴ .

2.سورة الشورى: ۲۳ .

الصفحه من 152