صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 84

علاوةً على تفرّع ما ذكره عن عقيدته القاصرة في النبي(صلى الله عليه وآله) بأنَّه قابل للخطأ ، ولذا صحَّ له مثل هذا القياس ، والحقّ عندنا عدم صحَّة ذلك ، بل الأدلّة العقليَّة والنقليَّة قائمة على بطلان ذلك ، وهي قائمةٌ على أنَّه (صلى الله عليه وآله) معصوم عن الخطأ في كلّ شيءوكفانادلالةً قوله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الهَوَى * إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى۱ .
الثاني: لو اكتشف أحد الرعيَّة خيانةً من مقرّبي الرئيس ونسبها إلى الرئيس أو كانت سوف تحسب عليه بما سيشوِّه سمعته عند الملأ ، فلاشكَّ أنَّ كشف هذه الخيانة وتبرئة الرئيس منها ليست ممَّا يغضب الرئيس ، بل هي ممَّايُسرُّه!!؟
الثالث: قد جعل اعتبار الرسول لصحبه ولقربهم منه كاعتبار رئيس البلد أو القوميَّة لذلك ، وهذا لو سلَّمناه في حدّ ذاته ۲ لم نسلِّم صدوره من النبي (صلى الله عليه وآله) بنحو عام ، فلنا أن نسأله: هل كان اعتبار الرسول لكلّ الصحابة أو لبعض منهم ؟ وهم خصوص من كان يرى فيهم الإخلاص والتقوى والامتثال لأوامره والانتهاء عن نواهيه ؟ لا أشك في عدم اختيارك للشقّ الأوّل بل لابدّ أن ترجّح للشقّ الثاني ، وإلا فتعالَ لنقرأ تاريخ الصحابة واحداً واحداً ، وَلْنُرِي العَالَمَ أَجْمَع كيف أنَّ بعض من تسمِّيهم بالصحابة كانوا على شكّ من الرسول في إخباراته ۳ ؟ وفي أوامره ونواهيه ۴ ؟ بل حاول البعض منهم التعرّض لقتل النبيّ حين دحرجوا عليه

1.النجم: ۴ ـ ۵ .

2.وإن كان من حيثيات أخرى قد يوجب منقصة في النبي ، وذلك لكماله (صلى الله عليه وآله)ونقصهم ، ولعصمته وقابليتهم للخطأ .

3.راجع واقعة صلح الحديبيَّة وقول بعضهم: ماارتبت ارتياباً قبل اليوم ، وفي رواية أخرى : ما شككتُ مثل اليوم . . ، وستأتي مصادر هذه القضية ، فانتظر .

4.سيأتي منَّا بيان لبعض الموارد التي صدرت منهم وكانت صريحة في الامتناع عن امتثال أوامر النبي (صلى الله عليه وآله) ، كما في إحلاله وذبحه الهدي وشكواه أمر أصحابه لزوجه أم سلمة ، وكما في «أنحجّ ورؤوسنا تقطر؟» صحيح البخاري: ۲ / ۵۹۴ رقم ۱۵۶۸ ، وكما في اعتراض البعض عليه في توقيع الصلح مع قريش . .و . .و .

الصفحه من 152