صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 85

الدباب ۱ بل لم يقبلوا منه قط تبليغاته المتكررة في ابن عمه ووليّ أمرهم بعده بلافصل عليّ بن أبي طالب ۲  .
الثالث: ونسأل الكاتب المعاصر ونخاطب وجدانه: ألم تجلس على مقاعد الدراسة عبر ترقياتك العلميَّة ، ووجدت من الطلاب من لم يوافق أستاذه في عرض بعض الأمور أو في القبول بها ؟ بل ألم يكن منك أنت بنفسك مثل هذا الأمر في أن ترفض أو تعارض بعض ما يعرضه أستاذك ومعلّمك من أمور سواء في مادة البحث أو في منهجه ؟ بل حتّى ولو لم تبدِ هذا المعنى لأستاذك حينئذ لكن ألم يكن في قلبك شيءٌ منه ؟
كل هذا وكلاكما غير معصوم عن الخطأ في اللسان ولا في الجَنَان ولا في الاعتقاد ، ولكنَّ الفارق بينكم وبين الصحابة ـ مع أنَّهم كانوا كذلك غير معصومين ـ أنَّ معلمهم كان معصوماً بإجماع المسلمين وضرورة العقل والنقل ، وأنَّهم رأوا النبي (صلى الله عليه وآله) دونكم ، وإلى هنا نصل إلى نتيجة وهي:
أنَّ غير المعصوم قابل للخطأ ولكنَّ المعصوم لا نتصور تحقق أو صدور الخطأ منه ، وأنَّ الاشتباه من غيره ـ ولو كان هذا الغير هو من الصحابة ـ يمكن تحققه وصدوره ، وأنَّ الاختلاف مع المعلِّم يمكن صدوره أيضاً ، ولكنَّ الأمر المهم والمتبقي

1.وهي قضية العقبة ومرور النبي بها فحاول جماعة من أصحابه قد تآمروا على قتله ، وسيأتي ذكر مصادرها .

2.وقضية الحارث بن النعمان مشهورة مسطورة في الكتب ، حيث أنَّه لما اتصل إليه خبر تنصيب النبي علياً ولياً ومولى للمؤمنين أتى النبي فقال له: أمرتنا بالصلاة فصلينا وبالصوم فصمنا وبالحج فحججنا وبالزكاة فزكينا أموالنا ، ولم تكتف بذلك حتى نصبت ابن عمك علينا وليَّاً ، أهو أمر من اللَّه أم من عندك ؟ قال (صلى الله عليه وآله) بل هو من عند اللَّه ، فخرج وهو يقول : «اللهم إن كان من عندك فأنزل علينا حجارة من السماء» فذهب نحو دابته ليركبها فما أتم ركوبه حتى نزلت عليه حجارة من السماء فوقعت على رأسه وخرجت من دبره فمات من حينه» فراجع تفسير قوله تعالى : } سأل سائل بعذاب واقع

الصفحه من 152