صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 88

2 ـ واقرأ معي أيضاً قوله تعالى : وَيَقُولُ الذِّينَ آمَنُوا لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإذَا أُنْزِلَت سُورَةٌ مُحكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا القِتَالُ رَأَيْتَ الذِّينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إلَيكَ نَظَرَ المَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِن المَوْتِ فَأَوْلَى لَهُم۱ فالذين في قلوبهم مرض هم من الذين آمنوا ، ومن الصحابة ، لأنَّ المفروض أنَّهم آمنوا وهم مع النبي (صلى الله عليه وآله) .
ثمَّ أَكْمِلْ تلاوة السورة معي ، وَقِفْ عند قوله تعالى : أَمْ حَسِبَ الذِّينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أنْ لَنْ يُخرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُم * وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَكَهُم فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَهُم وَلَتَعْرِفَنَّهُم فِي لَحْنِ القَوْلِ . .۲  .
واقرأ قوله تعالى: مَالَكُم إذَا قِيلَ لَكُم انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُم إلى الأَرْض۳ فمن الذي تثاقل عن النفور للجهاد غير الصحابة من الكفَّار والمشركين؟ هل هم المؤمنون أم غيرهم ؟
3 ـ واقرأ معي قوله تعالى : وَإذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوَاً انْفَضُوا إلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمَاً۴ ففي البخاري ۵ : أقبلت عيرٌ يوم الجمعة ونحن مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم فثار الناس إلا اثني عشر رجلاً فأنزل اللَّه :  وإذا رأوا تجارةً . . . ۶  .

1.محمد: ۲۰ .

2.محمد: ۲۹ ـ ۳۰ .

3.التوبة: ۳۸ .

4.الجمعة: ۱۱ .

5.صحيح البخاري: ۴ / ۱۸۵۹ برقم ۴۶۱۶ .

6.وفي تفسير الكشاف للزمخشري : ۴ / ۵۳۶ ـ ۵۳۷: قيل : بقي معه ثمانية ، وأحدعشر ، واثنا عشر ، وأربعون ، فقال عليه السلام : «والذي نفس محمد بيده لو خرجوا جميعاً لأضرم الله عليهم الوادي ناراً» ، وفي هامش التفسير . . .وأصل هذه القصة في الصحيحين من رواية حصين عن سالم . .وفي لفظ مسلم : «منهم أبوبكر وعمر» وفي رواية : «وأنا فيهم» ، أقول: فهل يمكن بعد هذا أن نحكم على كل الصحابة بأنَّهم عدول ولا يمكن التعرض لهم بالنقد والتجريح وقد آذوا النبي وتركوه قائماً ؟؟ والغريب من بعضهم تعليله فعلهم بأنَّ وقتئذ لم يكن الاستماع للخطبة واجباً ، فاسمع واعجب !! .

الصفحه من 152