صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 89

وأمَّا في الروايات : ففيها الكثير ممَّا يُثبت عدم انصياعهم لأوامره(صلى الله عليه وآله) .
فمنها : ما ذكره البخاري في صحيحه من أنَّه لمَّا تمَّ صلح الحديبيَّة وهمَّ الرسول بالإحلال بالهدي أمر أصحابه بالذبح; فلم يقم منهم أحدٌ; فأمرهم ثانية وثالثة ، فلم يستجيبوا ، فدخل إلى خيمة أم سلمة ، واشتكى إليها أصحابه ، فقالت له : لا عليك منهم اخرجواذبح الهدي، فلماخرج وذبح هديه قاموامتثاقلين الواحد والإثنين» ۱ .
بل فيها : «جاء عمر للنبيّ وقال له : أو لستَ نبيّ الله حقّاً؟! قال : بلى .
قال: أو لسنا على الحقّ ، وعدوّنا على الباطل ؟ قال : بلى .
قال: إذن ; فلم نعطي الدنيَّة في ديننا؟
قال: إنّي رسول الله، ولستُ أعصيه وهوناصري، أو قلتُ لك تحجّ البيتَ العامَ؟
قال : لا ، فرجع ولقي أبابكر فقال له ما قال للنبيّ فأجابه بما أجابه ، فرجع عنهما ، وهو يقول : فعملتُ لذلك أعمالاً» ۲  .
ومنها: في حجَّة الوداع لمَّا أمرهم بالإحلال ثمَّ الإحرام للحجّ جاءه بعضهم ، وقال : يارسول الله ننطلق إلى منى ورؤوسنا تقطر . .!؟» ۳  .
ومنها: ما في صحيح مسلم ۴ من ظهور ضيق صدور الصحابة من أوامر النبيّ(صلى الله عليه وآله): أهللنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالحجّ فلمّا قدمنا مكّة أمرنا أن نحلَّ ونجعلها عمرةً ، فكبر ذلك علينا وضاقت به صدورنا . . . .

1.صحيح البخاري: ۲ / ۹۷۸ ، صحيح مسلم: ۳ / ۱۴۱۱

2.وفي المصدر هكذا: قال الزهري: قال عمر : فعملت لذلك أعمالاً .

3.صحيح البخاري: ۲ / ۵۹۴ رقم ۱۵۶۸ .

4.صحيح مسلم: ۲ / ۸۸۴ برقم ۱۲۱۶ ، ونفس الحديث بلفظ البخاري: ۲ / ۵۹۴: ننطلق ورؤسنا تقطر ، وبلفظ أحمد ۴ / ۲۸۶ و مسند أبي يعلى ۳ / ۲۳۳: فقال الناس : يارسول اللَّه قد أحرمنا بالحج فكيف نجعلها عمرة؟ قال : انظروا ما آمركم فافعلوا ، فردوا عليه القول فغضب ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان فرأت الغضب في وجهه ، فقالت: مَن أغضبكَ ؟ أغضبه اللَّه ، قال: وما لي لا أغضب وأنا آمر بالآمر فلا أتبع !!

الصفحه من 152