صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 91

هذا مع اعتبار حسن الصحبة والاحترام والتقدير لمن وَفَى منهم ، وثبت حسن صحبته له (صلى الله عليه وآله)حتى انتقل إلى جوار ربّه .
الإشارة الرابعة: تفاخره بما فعل من ادَّعى لهم حسن الصحبة بأنَّهم ممَّن وقفوا مع الرسول الأكرم في حروبه حتى بلغت القلوب الحناجر، ولم يتخلّوا عنه ، يلحظون مجالسه وأنفاسه نفساً بنفس، ويتدافعون على فاضل ماء وضوئه . .إلى آخر كلامه .
ولقد قرب ـ هذا الكاتب ـ من نقل الحقيقة ! فالحمد لله على الصحوة بعد الغفوة، ولنسأل الكاتب: في أيّة معركة هجم الكفارُ على المسلمين فثبتوا غير جماعة مخصوصة ؟ أفي بدر لمَّا حملوا على النبيّ حينها نادى رسول اللَّه(صلى الله عليه وآله)بعلي(عليه السلام)ليدفع المقاتِلَةَ من الكفار عنه ؟ أم في غيرها ؟ فارجع للنصوص تجد أنَّها تبين لك الواقع .
وهل سمعت في معركة من معارك النبيّ بشجاعة أو بسالة من غير أفراد منهم ؟ وهل كانوا كلهم معروفين بالمبارزة والقتال ؟؟
وهاك مثلاً من معركة أُحُد : لمَّا نزل الرماة عن جبل أُحُد ظنّاً بالنصر، وانتهاء المعركة، ومسارعة للغنائم ، فَكَرَّ عليهم الكفّار، وفرَّ المسلمون، فمن بقي مع النبيّ يقيه بنفسه وبسيفه ؟؟
وأينك عن غزوة حنين التي تحدّث عنها القرآن إذ أعجبتهم كثرتهم ، ولمَّا باغتهم المشركون فرُّوا جميعاً ، والعبّاس ينادي خلفهم: «ياأهل بيعة الشجرة، يا أهل سورة البقرة» !! .
وهكذا في غزوة الأحزاب: من الذي برز لمقابلة عمرو بن عبد ودّ; ذاك البطل الذي كان يعدّ بألف فارس ؟
لولا برز له أمير المؤمنين (عليه السلام) وتنازلا القتال ، وما انجلت الغبرة إلا وعلي(عليه السلام)قد رقى صدر عمرو واحتزّ رأسه ، فكبَّر المسلمون وانهزم المشركون ۱  .

1.سيأتي ذكر مصادرها حين الكلام في غزواته (صلى الله عليه وآله) .

الصفحه من 152