صحبة الرسول (صلي الله عليه و آله) بين المنقول و المعقول - الصفحه 92

ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يومذاك:  «إنَّ ضربة علىّ لعمرو أفضل من عمل الثقلين أو ـ عبادة الثقلين ـ» ۱  .
وكذا في خيبر; فقد خرج أولاً أبوبكر ولكنَّه سرعان ما رجع يُجبِّن أصحابه ، ثمَّ أعقبه عمر بن الخطاب ولم يزد على نظيره بأن رجع يُجَبِّن أصحابه وأصحابه يُجبِّنُونه ، فقال رسول اللَّه(صلى الله عليه وآله) : «لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ويحبه اللَّه ورسوله كرَّاراً غير فرَّار» ۲  .
ولا يخفى ما في تلك الكلمات من تعريض بمن عداه ممَّن فرَّ أو هو كثير الفرار عن الأبطال ۳ وكان ما أراد اللَّه ورسوله من الفتح المبين لهم على يدي أميرالمؤمنين(عليه السلام) .
وأمَّا مداومتهم على مجالس الرسول (صلى الله عليه وآله)وكثرة محادثته:
فهذا ليس لكلِّهم وجميعهم ، وإلاّ فهو ممَّا يكذّبه التاريخ وتكذّبه الكثير من أحوالهم ، ففيهم مَن كان لا يفارق المسجد لأجل لقمة طعام لعلَّها تصل بيد الرسول(صلى الله عليه وآله)فيلقمها إيّاه ۴  .

1.المستدرك للحاكم: ۳ / ۳۲ ، تاريخ بغداد: ۳ / ۱۹ ، مناقب أخطب خوارزم: ۱۰۴ ، المغازي للواقدي: ۲ / ۴۷۰ ـ ۴۷۱ ، نهاية العقول للرازي: ۱۰۴ ، ومصادر أخرى كثيرة ، بل كل من تعرض للمعركة ذكر هذا إلا من أعمى الله بصيرته فلم يبصر الطريق إلى علي(عليه السلام) .

2.مسند أحمد: ۱ / ۱۵۸ ، ۲۸۴ ، ۳۵۸ ، صحيح البخاري: ۶ / ۲۹۱ ، صحيح مسلم: ۲ / ۳۲۴ مع اختلاف بينها في الألفاظ .

3.بل إنَّ نفس ذكر هذه الصفات لشخص في مثل المقام يستفاد منه عدم اتصاف غير من ذكرت له بها كما هو واضح ، إلا أن تقوم قرينة على خلاف ذلك ، كالقرينة الموجودة على أنَّ النبي لابدَّ أن يكون أشجع الناس .

4.كما ذكر ذلك الصحابي الكبير عندهم أبو هريرة ; كما في صحيح البخاري: كتاب العلم رقم ۱۱۵ ـ كتاب البيوع رقم ۱۹۰۶ ـ كتاب المزارعة رقم ۲۱۷۹ ـ كتاب الاعتصام رقم ۶۸۰۷ ، وفي مسلم; كتاب فضائل الصحابة: ۴۵۴۷ .

الصفحه من 152