تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 165

والرسالة ، وكفى بذلك أجراً وثواباً .
وإليك هذه التحفة الغالية ، والدرّة الثمينة قبل سرد الأدلّة القاطعة ، والبراهين النيّرة الساطعة .
قال شيخ الحفّاظ وأميرهم ـ جعل الله مأواه الجنّة ـ في (فتحه) ۱ الذي فتح الله به كلّ مغلق:
وقيل: انعقد الإجماع على أفضليّة فاطمة (عليها السلام) وبقي الخلاف بين عائشة وخديجة رضي الله تعالى عنهما (اهـ) .
وهذا إجماع صحيح في نظري ، فإنّه لاينبغي لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يفتحوا باباً لردّه تحت ستار وقوع الخلاف فيه ، ولايفعل ذلك إلاّ مُهَلْهَل الإيمان ۲ سخيف العقيدة ، ضعيف العلم ، عظيم الجهل ، لأنّ الخلاف نتيجة النظر وإعمال الفكر في مسألة لم يتّضح دليلها ، وتجاذبتها القواعد ، فيرجّح كلّ ناظر ما أدّاه إليه نظره وفكره .
وكيف يقع هذا في مسألة ثبت النصّ فيها جليّاً ، وحكم فيها الرسول المعصوم(صلى الله عليه وآله) الذي لايؤمن أحد إلاّ بالإذعان لحكمه ، والاتّباع لقوله ، والقول بغير قوله والخروج عن نصّ حكمه تقدّم بين يدي الله ورسوله الذي نهانا الله تعالى عنه في كتابه ، فكن من هذا على بال ، واحفظه ينفعك في محلٍّ آخر إن شاء الله تعالى .
والآن هاهي النصوص التي هي في المسألة كعِقْد من الفصوص ، تزيّن به صدر عقيدتك ، وتجعله في جِيْدها تثبيتاً لمحبّتك ، وبرهاناً على إخلاصك وولائك .

(فَصٌّ)

فيه نَصٌّ على أنّ فاطمة عليها الصلاة والسلام سيّدة نساء العالمين ،
فتدخل فيه عائشة رضي الله تعالى عنها .

1.فتح الباري بشرح صحيح البخاري ۷ / ۱۳۶ .

2.مهلهل الإيمان: أي رقيق الإيمان .

الصفحه من 181
الكلمات الدالة