تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 168

في حديث المسارّة ـ : «يافاطمة ، أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين أو سيّدة نساء هذه الأُمّة» رواه الإمامان ، واللفظ لفظ مسلم ۱  .
الثاني: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «إنّ ملَكاً من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي فبشّرني وأخبرني : أنّ فاطمة سيّدة نساء أُمّتي» .
رواه الطبراني ورجاله ـ كما قال الهيثميّ ۲ ـ رجال الصحيح ، غير محمّد بن مروان ]الذهليّ[ ، ووثّقه ابن حبّان .

(فصٌّ)

فيه نصٌّ على أنّ فاطمة الزهراء بنت سيّد أهل الأرض والسماء(صلى الله عليه وآله) سيّدة
نساءأهل الجنّة، فتدخل في عمومه عائشة أُمّ المؤمنين رضي الله تعالى عنها.
   وفيه ردٌّ بل أبلغ الردّ ، وأعظم النقد ، وأقبح الطرد لقول من تمسّك بكون عائشة مع الرسول (صلى الله عليه وآله) في المقام ، وفاطمة (عليها السلام) مع عليٍّ الإمام .
فقد أثبت النصّ الخصوصيّة للزهراء (عليها السلام) في السيادة والرفعة على نساء أهل الجنّة ، فلا يسع القول بخلافه ، ولا يعرض عنه إلاّ جاهل غبيّ ، أو ناصبٌ عن الإيمان عَرِيٌّ .
وبهذا النصّ يُخصّ عموم كون الزوجات مع أزواجهنّ في المقام; بحيث يرتفعن بسببهم عن كلّ خاصٍّ وعامّ ، كما تشبّث بذلك ابن حزم رحمه الله تعالى وغفر له وشايعه بل وتبعه المعافريّ النويصبيّ ـ والتصغير هنا للتعظيم وليس على حقيقته ـ رغم بغضه لابن حزم رحمه الله تعالى وكراهيته له لأجل محاربته لما عرى عن الدليل

1.صحيح مسلم: ۴ / ۱۹۰۴ ـ ۱۹۰۵ ح۹۸ ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل فاطمة (عليها السلام) ، صحيح البخاري: ۸ / ۷۹ كتاب الاستئذان: باب من ناجى بين يدي الناس و ۴ / ۲۴۷ ـ ۲۴۸ كتاب بدء الخلق، باب علامات النبوّة .

2.مجمع الزوائد: ۹ / ۲۰۱ .

الصفحه من 181
الكلمات الدالة