تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 175

وأمّا أنت فلم نرك وقفتَ مع نصٍّ ولا دليل ، ولانطقتَ إلاّ بخُلف لهما ، وإعراض عنهما .
وحتّى أُمّ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها تكذّبك فيما تقول ، وتردّ عليك ، وتقول ـ فيما رواه الطبراني في (الأوسط) وأبو يعلى: ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها ۱  .
فقد عمّت وما خصّت ، وفضّلت وما فوّضت وسكتَّ! فهلاّ اتّبعتها وقلّدتها لتكون من محبّيها؟ .
وهذا التفضيل من جهة النصّ .
وأمّا القول في ذلك من جهة العقل:
فإنّ فاطمة (عليها السلام) بَضعة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقطعة منه ، وجزء من ذاته الشريفة ، فكيف يفضّل غيرها عليها مع هذا؟!
والجزء له حكم الكلّ ، والفرعُ له شرفُ الأصل ، كما أبان ذلك (صلى الله عليه وآله) بقوله في الحديث الصحيح: فاطمة بضعة منّي ، يريبني ما أرابها .
فالقول بتفضيل غيرها عليها خروج عن دليل العقل الصحيح ، والنظر السالم الصائب ، كما لايخفى .
ولهذا سئل بعض الحفّاظ من أهل المائة الثالثة ـ غاب عنّي اسمه الآن ـ عمّن ]هي[ أفضل ، عائشة ; أو فاطمة؟
فقال: فاطمةٌ بضعةٌ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا أُفضّلُ على بضعته أحداً ۲  .
فهذا هو الحقّ الذي يؤيّده النقل والعقل ، ويشهد له النظر .

1.مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: ۹ / ۲۰۱ .

2.حكي هذا القول عن الإمام مالك ـ كما في (مرقاة المفاتيح: ۵ / ۵۹۲) ـ وحكي ـ أيضاًـ عن أبي بكر ابن أبي داود ـ كما في (مرقاة المفاتيح: ۵ / ۳۴۸) و (شرح الفقه الأكبر: ۲۱۹ لملاّ علي القاري ـ ط اسطنبول سنة ۱۳۰۳هـ) وهو الذي عناه المؤلّف رحمه الله تعالى .

الصفحه من 181
الكلمات الدالة