تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 176

(تنبيه)

في الصحيح: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» ۱   .
ولعلّي رأيت ابن العربي في (شرح الترمذي) ۲ تعلّق به في تفضيل عائشة ، رضي الله تعالى عنها ، وهو تعلّق غير مفيد ، فالحديث ـ كما قال الحافظ رحمه الله تعالى في (فتحه)ـ ۳ ليس فيه تصريح بأفضليّة عائشة رضي الله تعالى عنها على غيرها ، لأنّ فضل الثريد على غيره من الطعام إنّما هو لما فيه من تيسير المؤنة ، وسهولة الإساغة ، وكان أجلّ أطعمتهم يومئذ ، وكلّ هذه الخصال لاتستلزم ثبوت الأفضلية له من كلّ جهة ، فقد يكون مفضولا بالنسبة لغيره من جهات أُخرى (اهـ) .
وقال في موضع آخر رحمه الله تعالى ۴ : فضل عائشة . . . إلى آخره لايستلزم ثبوت الأفضليّة المطلقة ، وقد أشار ابن حبّان إلى أنّ أفضليّتها التي يدلّ عليها هذا الحديث وغيره، مقيّدة بنساء النبي (صلى الله عليه وآله) حتّى لايدخل فيها مثل فاطمة(عليها السلام)جمعاً بين هذا الحديث وبين حديث: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة وفاطمة» الحديث (اهـ) .
وقال الطحاويّ في (مشكل الآثار) ۵ : فإن قال قائل: فقد روي في ذكر من فضّله رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذكر بالكمال من النساء نساء ذكرهنّ ليست فاطمة فيهنّ ، وذكر في ذلك ما قد حدّثنا .
ثمّ أسند حديث: «كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلاّ مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون ، وإنّ فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على

1.صحيح البخاري بشرحه فتح الباري: ۷ / ۱۳۳ ـ ۹ / ۴۶۲ ـ ۹ / ۴۶۶ ، مجمع الزوائد: ۹ / ۲۴۳ .

2.عارضة الأحوذي: ۷ / ۲۱۳ .

3.فتح الباري: ۶ / ۵۱۵ .

4.فتح الباري: ۷ / ۱۳۴ ـ ۱۳۵ .

5.مشكل الآثار: ۱ / ۵۱ ـ ۵۲ .

الصفحه من 181
الكلمات الدالة