تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 178

ثمّ بعد هذا وجدت بدر ] الدين [ الزركشيّ رحمه الله تعالى يقول في كتاب (الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة) ما لفظه:

فائدة:

ذكر الأُستاذ أبو منصور البغدادي أحد أئمّة أصحابنا في كتاب (الأُصول الخمسة عشر) كلاماً في فضل عائشة وفاطمة ، وقال: فكان شيخنا أبو سهل محمّد ابن سليمان الصعلوكيّ وابنه سهل يفضّلان فاطمة على عائشة ، وبه قال الشافعي ، وللحسين بن الفضل رسالة في ذلك .
قال الزركشيّ: وهذا ممّا لا شكّ فيه ، وقد قال (صلى الله عليه وآله): «فاطمة بضعة منّي» ۱ ولا نعدل ببضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)أحداً كما قاله أبو داود ۲  .
وقال: فإن قيل: فقد روي «كلٌّ مع صاحبه في الدرجة» فإذا كانت عائشة مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) في درجته ، وفاطمة مع عليّ في درجته ، فتفاوت ما بينهما كتفاوت ما بين الدرجتين .
قيل: قال الإمام ۳ في (الشامل): هذا لا يطّرد ، لأنّه معلوم أنّ عائشة لاتكون في درجتها كدرجة النبوّة .
فإن قلت: هي في منازل الأتباع .
قلت: هذا لا يعطي فضيلةً متأصّلةً ، ولو كانت الفضيلة بهذا القدر لكان يتعدّى هذا إلى كلّ من خدم رسول الله (صلى الله عليه وآله)وتبعه ، وليس الأمر كذلك (اهـ) .
قلت: وقد ذكرت هذا في الردّ السابق ، فالحمد لله على موافقتي هذا الإمام رحمه الله تعالى فيما قلت .

1.رواه أحمد والبخاري والحاكم عن المِسْور بن مَخْرَمة، كما في (الجامع الصغير) للسيوطي. وراجع: فضائل الخمسة من الصحاح الستّة: ۳ / ۱۸۴ ـ ۱۸۷.

2.قد مرّ أنّه ابن أبي داود .

3.يعني: إمام الحرمين الجوينيّ .

الصفحه من 181
الكلمات الدالة