تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 179

وقد دلّ النصّ على عدم الاضطراد، كما تقدّم لنا في حديث: «فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة ، وسيّدة نساء العالمين» .
وبعد ، فهذا ردّ كاف واف على المعافريّ في قوله في (عارضته) القصيرة التي وضعها على (الترمذيّ) بعد أن ذكر الخلاف في خديجة وفاطمة وعائشة: والذي عندي أنّ عائشة مقدّمة عليهم ، لتقديم أبيها على زوج الأُخرى في الدنيا والآخرة ۱ (اهـ) .
فانظروا ـ ياعباد الله ـ إلى هذا الذاهب وراء النواصب ، يجرّونه جرّاً ، ولايدري وقوعه في المهالك والمعاطب ، كيف يتعامى عن الحقّ ، ويُعرض عن الصواب ، ويضلّ عن الهدى؟.
مع أنّ كلامه الذي ضلّ به عن الهدى وسلك بسببه سبيل الهوى لو رجع إليه وتأمّله لأرشده إلى صوابه ، وردّه عن جنونه وحمقه إلى رشده وعقله ، إذ كيف تفضّل عائشة على فاطمة (عليها السلام) لتقديم أبيها على زوج فاطمة؟ فثبتت المزيّة لعائشة لكون أبي بكر أباها ، ولا ثبتت لفاطمة (عليها السلام)بأُبوّة أفضل الخلق وخاتم الرسل(صلى الله عليه وآله)!!!
فهذا والله هو الضلال والفجور ، والخروج عن الحقّ بمجرّد الهوى والغرض ، والتهوّر المطلق في الكلام ، وإطلاقه على عواهنه من غير زمام ، ولاتدبّر ولاتفكّر .
فكأنّ ابن العربيّ لمّا نطق بهذا كان مسلوب العقل ، عديم الفهم ، قصير النظر ، يقول ما لايفقه ، وينطق بما فيه الردّ عليه ، والإبطال لقوله من أساسه .
فإذا ثبتت لعائشة رضي الله تعالى عنها المزيّة والفضيلة لكونها بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنه; فماذا عسى ] أنْ [ يقول المرء في فضيلة فاطمة (عليها السلام)ومزيّتها وشرفها وفخرها وعلوّ مقامها ورفع درجاتها ، لكونها بنت الرسول (صلى الله عليه وآله)وبضعته المحبوبة عنده ، المكرّمة لديه ، المشهود لها بأنّها سيّدة نساء المؤمنين على الإطلاق .

1.عارضة الأحوذي: ۷ / ۲۱۳ .

الصفحه من 181
الكلمات الدالة