تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 180

وكذلك تفضيله عائشة على خديجة هو من هذا الباب ، فوالله إنّ عجبي يشتدّ كثيراً من تصرّف هذا الرجل ، وتدهوره في هذا الباب .
وعندما يجيئ تفضيل فاطمة على عائشة يطير صوابه ، ويفقد رشده ، ويقوم ويقعد ، ويصير يهذي هذيان المحموم .
وانظر شرحه للترمذيّ ترَ العجب العجاب ، وتقطع بعد ذلك بأنّ هذا الرجل لم يدخل في قلبه مثقال ذرّة من حبّ آل البيت الذين حبّهم إيمان وبغضهم نفاق ، بل قال (صلى الله عليه وآله): «أحبّوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي» ۱  .
ويدلّ على ذلك أنّه لمّا جاء ذكر إمامه معاوية صار يلتمس له المعاذير ، ويدافع عنه وينافح ويكافح ، فيالله العجب .
ولو رأيته كيف يتكلّم على أحاديث مناقب أهل البيت ، ورأيت ما يظهره من البرود ، وتأويل ما فيه شرف لهم على غيرهم بما يخرجه عن ذلك؟! لما بقي لك شكّ فيما قلت .
بل بلغ به الحال في ذلك أنّه يردّ النصوص في فضائلهم ، ويبطلها بدون دليل مطلقاً ، وإنّما قلبه لايسمح ببقائها كذلك وفيها منقبة وفضيلة لأعدائه أهل البيت .
من ذلك أنّ الترمذي روى في (باب فضل فاطمة (عليها السلام)) ۲ عن ابن بُريدة ، عن أبيه ، قال: كان أحبّ النساء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة ، ومن الرجال عليّ .
قال الترمذيّ: حديث حسن غريب .
فقال ابن العربيّ ـ بعد أن ذكر الحديث بدون أدنى حياء ولا حشمة ـ ما نصّه ۳ : قال ابن العربيّ: كان أحبّ الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبو بكر ، وأحبّ

1.رواه الترمذي والحاكم ـ كما في (الجامع الصغير) للسيوطي ـ وصحّحاه ، وأقرّه الذهبي .

2.سنن الترمذي: ۵ / ۶۹۸ ح۳۸۶۸ ـ المستدرك على الصحيحين: ۳ / ۱۵۵ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ، الخصائص للنسائي: ۲۹ ـ الاستيعاب: ۴ / ۳۷۸ .

3.عارضة الأحوذي: ۷ / ۲۰۹ .

الصفحه من 181
الكلمات الدالة