المراشح - الصفحه 299

والخلاف في مجرد الاصطلاح ، وإلا فقد يقبلون الشاذ والمعلل ، ونحن فقد لا نقبلهما وإن دخلا في الصحيح .
وهو صحيح ، والصحيح الذي لا يُعمل به عندنا لعوارض تعتريه غير قليل .
ومن ذلك ۱ صحيحة عبيد بن زرارة قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلامعن الركعتين الأخيرتين من الظهر ؟ قال : تسبِّح وتحمد اللّه وتستغفر لذنبك ، وإن شئت فاتحة الكتاب فإنها تحميد ودعاء . ۲
ورواية علي بن حنظلة عنه عليه السلام قال : سألته عن الركعتين الأخيرتين ما أصنع فيهما ؟ قال : إن شئت فاقرأ فاتحة الكتاب ، وإن شئت فاذكر اللّه ؛ ۳
لما قاله بعض الأصحاب من عدم قائل بمضمونهما .
أقول : وهذا كلام صحيح لعدم العمل بظاهرهما من أحد .
قال في الرواشح ۴ :
إن هنا محملاً صحيحا لا يكون فيه اطّراح الحديث ولا خرق إجماع العصابة وشق عصاهم أي اجتماعهم وائتلافهم وهو أن تكون واو «ولتستغفر لذنبك» بمعنى «حتى» للغاية ، وذلك باب واسع في مذهب البلاغة كما إذا قلت : «تحتمي من النَهَم» وتصحّ ۵ في بدنك ، و«تتعبد اللّه ۶ » وتكون حرا ، و«تعبده» وتكون ملكا ، والتسبيح والتحميد

1.نقله الميرداماد عن بعض متأخري الأصحاب في المهذب في تسبيحات الركعتين الأخيرتين . انظر : الرواشح ، ص۴۳ ـ ۴۴ .

2.تهذيب الأحكام ، ج۲ ، ص۹۶ ، ح۳۶۸ .

3.تهذيب الأحكام ، ج۲ ، ص۹۸ ، ح۳۶۹ .

4.الرواشح ، ص ۴۴ .

5.الواو في «وتصح» حالية ، أي مع أنك صحيح الجسم .

6.في الرواشح : للّه .

الصفحه من 348