المراشح - الصفحه 312

قال في الفهرست : «إنه أدرك موسى عليه السلام ولم يرو عنه» . يعني قليل الرواية عنه عليه السلام؛ إذ في كتب الأخبار خصوصا الكتابين روايات مسندة عنه عن الكاظم عليه السلام . وقال النجاشي في كتابه : «إنه لقي موسى عليه السلام وسمع منه أحاديث كناه في بعضها فقال : يا أباأحمد» . وأيضا لم يذكره في أصحاب الجواد عليه السلاممع أنه قد أدركه لذلك ، وذكر في أصحاب الصادق عليه السلام القاسم بن محمد الجوهري وهو من أصحاب الكاظم عليه السلام لقاءً وروايةً ولم يلق أباعبداللّه عليه السلاماتفاقا فأورده في أصحاب الكاظم عليه السلام ، على أنه من أصحاب اللقاء له والرواية جميعا . وفي كتب الأحاديث في مسانيد كثيرة : عن عبداللّه بن مسكان عن أبيعبداللّه عليه السلام وعن حريز بن عبداللّه عن أبيعبداللّه عليه السلام مع أنه قد ثبت وصح عن أئمة الرجال أن حريز ۱ لم يسمع من أبيعبداللّه عليه السلام إلاّ حديثا أو حديثين ، وكذلك عبداللّه بن مسكان لم يسمع إلاّ حديث من أدرك المشعر فقد أدرك الحج ، وهو قد كان مِن أروى أصحاب أبيعبداللّه عليه السلام .
قال الكشي :
وذلك لأن عبداللّه بن مسكان كان رجلاً موسرا وكان يتلقي أصحابه عليه السلامإذا قدموا فيأخذ ما ۲ عندهم .
وزعم أبوالنضر محمد بن مسعود [العياشي] أن ابن مسكان كان لا يدخل على أبيعبداللّه عليه السلامشفقة أن لا يوفيه حق إجلاله ، فكان يسمع من أصحابه ويأبى أن يدخل عليه إجلالاً وإعظاما له عليه السلام ، وهو ممن أجمع العصابة على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم لما يقولون والإقرار لهم بالفقه والعلم ، وعنه يروي صفوان بن يحيى وابن أبيعمير وغيرهما من أجلاء أصحاب الحديث وكبرائهم .
وبالجملة ، قد أورد الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام جماعة جمة إنما روايتهم عنه بالسماع من أصحابه والأخذ من اُصولهم ، فمنهم من لم يلقه ولم يدرك عصره عليه السلام ، ومنهم من لقيه ولم يسمع منه رأسا أو إلاّ قليلاً ، وكذلك في أصحاب الباقر عليه السلام عدة من هذا القبيل ؛ فاستبان الفرق بين أصحاب الرواية بالإسناد عنه ، وأصحاب الرواية

1.كذا ، والصحيح : حريزا . وفي الرواشح ، ص ۶۴ : إن حريز بن عبداللّه لم يسمع . .

2.قد تُقرأ في المخطوطة : بِما ، وما أدرجناه موافق لنقل الرواشح .

الصفحه من 348