المراشح - الصفحه 343

وعن أبيعبداللّه عليه السلام : إنّ لكل رجل منا رجلاً يكذب عليه .
فإن صحّ ثَبَت الوضع ، وإن كان مكذوبا فذاك .
ويعرف الوضع بإقرار واضعه أو ما ينزل منزلته من القرينة وبركاكة الألفاظ وسخافة المعنى ونحو ذلك ، كما قد يحكم بصحته مع ضعف السند بما فيه من أساليب الوزانة وأفانين البلاغة وغامضات العلوم وخفيات الأسرار مما يأبى إلاّ أن يكون صدوره من خزنة العلم وأرباب العصمة .
والواضعون أصناف أضرّهم قوم ينتمون إلى الزهد ، وضعوا أحاديث احتساباً للّه تعالى بزعمهم .
وقد قال السيد العبري في شرح منهاج الاُصول للبيضاوي في الإجماع : إن حديث « اقتدوا باللذّين من بعدي أبيبكر وعمر » موضوع .
وقاله أيضا في شرح الطوالع .
ومن ذلك ما قاله الطيبي في خلاصته :
روّينا عن أبيعصمة نوح بن أبيمريم أنه قيل له : من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل سورةٍ سورة ، وليس عند أصحاب ابن عباس هذا ؟ ! فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن بفقه أبيحنيفة ومغازي محمد بن إسحاق فوضعت هذه الأحاديث حسبة .
وأبوعصمة هذا كان يقال له الجامع ، فقال أبوحاتم بن حيان : جمع كلَّ شيء إلاّ الصدق .
وكذا حال الحديث الطويل المشهور عن اُبيّ بن كعب عنه صلى الله عليه و آله في فضل سور القرآن سورة فسورة ، بعث باعث عن مخرجه حتى انتهى إلى من اعترف بأنه وجماعة وضعوه [وأنّ أثر الوضع لبيّن عليه] ۱ . روي بالإسناد عن المؤمّل بن إسماعيل قال : حدثني ثقة [عن] ۲ ثقة قال : حدثني شيخ به فقلت [للشيخ] : من حدثك ؟ قال : رجل

1.الزيادة من الرواشح .

الصفحه من 348