المراشح - الصفحه 344

بالمدائن . فصرت إليه فقلت : من حدثك ؟ قال : شيخ بواسط . فصرت إليه قال : حدثني شيخ بالبصرة . فصرت إليه فقال : الشيخ الذي سمعناه بعبّادان . فأتيت عبّادان فلقيته فأخذ بيدي وأدخلني بيتا فيه قوم من المتصوّفة ومعهم شيخ فقال : هذا حدثني . فقال ۱ : من حدثك؟ فقال : لم يحدّثني أحد ، ولكنّا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن فوضعنا لهم هذه الفضائل ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن ۲ .
قال ابن الأثير في جامع الاُصول :
ومن الواضعين جماعة وضعوا الحديث تقربا إلى الملوك مثل غياث بن إبراهيم دخل على المهدي بن منصور وكان تعجّبه الحمامة الطيارة الواردة من الأماكن البعيدة فروى عن النبي صلى الله عليه و آله : لا سبق إلاّ في خف أو حافر أو نصل أو جناح . فأمر له بعشرة آلاف درهم .
فلما خرج قال المهدي : أشهد أن قفاه قفا كذّاب على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ما قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله«جناح» ، ولكن أراد أن يتقرب إلينا . وأمر بذبحها ، وقال : أنا حملته على ذلك ۳ .
وقد ذكر في الكشاف في قوله تعالى « وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ »۴ إلى آخره ويحكى أنه بلغ المنصور أنّ أباحنيفة خالف ابن عباس في الاستثناء المنفصل ، فاستحضره لينكر عليه فقال أبوحنيفة : هذا يرجع إليك ؛ إنك تأخذ البيعة بالأيمان ، أفترضى أن يخرجوا من عندك فيستثنوا فيخرجوا عليك؟ فاستحسن ورضي عنه .
ومن الواضعين الزنادقة كعبد الكريم بن أبيالعوجاء الذي أمر بضرب عنقه محمد بن سليمان العباسي ، وبيان الذي قتله خالد القسري بالنار ، والخوارج كالأزارقة والنواصب ، وبعض الغلاة كأبيالخطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ .

1.كذا ، والصحيح : فقلت . كما في الرواشح .

2.انتهى ملخصاً . وانظر تفصيله في الرواشح السماوية ، ص ۱۹۵ . قال الميرداماد رحمه الله بعد نقل هذا الحديث : ولقد أخطأ رهط من المفسرين كالواحدي والثعلبي والزمخشري ومن تبع طريقتهم [أي أثرهم] في إيذاعهم هذه الأحاديث الموضوعة [ في ]تفاسيرهم ، والعذر عنهم بأنهم لم يطلعوا على الوضع مع ما قد نبّه عليه جماعة من العلماء غير مسموع ، وخطبُ من ذكره مسنداً كالواحدي أسهل .

3.الرواشح السماوية ، ص ۱۹۵ ـ ۱۹۶ .

4.سورة الكهف ، الآية ۲۳ .

الصفحه من 348