ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 28

وَالْقِيَاسَ عَظَمَتُهُ ، وَالتَّشْبِيهَ تَنْزِيهُهُ ، إِذْ كُلُّ مَشعُورٍ ۱ بِهِ غَيْرُهُ ، وَكُلُّ مَنْظُورٍ لَهُ سِوَاهُ ، وَكُلُّ مَمْثُولٍ خَلَقَهُ ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
لاَ تُضَادُّهُ مَنْ ، وَلاَ تُرَافِقُهُ عَنْ ، وَلاَ تُلاَصِقُهُ إلَى ، وَلاَ تَعْلُو عَلَيْهِ عَلَى ، وَلاَ يَصِلُهُ فَوْقٌ ، وَلا يَقْطَعُهُ تَحْتٌ ، وَلاَ يُقَابِلُهُ حَدٌّ ، وَلاَ يُزَاحِمُهُ عِنْدٌ ، وَلاَ يَحُدُّهُ خَلْفٌ ، وَلاَ يَحْدُوهُ أَمَامٌ ، وَلَمْ يُظْهِرْهُ قَبْلٌ وَلاَ بَعْدٌ ، وَلَمْ يَجْمَعْهُ كُلٌّ ، وَلَمْ يُفَرِّقْهُ بَعْضٌ ، وَلَمْ يُؤَخِّرْهُ كَانَ ، وَلَمْ يُفْقِدْهُ لَيْسَ ، وَلَمْ تَكْشِفْهُ عَلاَنِيَةٌ ، وَلاَ سَتَرَهُ خَفَاءٌ .
النَّعْتُ لِبَاسُ مَرْبُوْبٍ غَيْرِهِ ، وَصْفُهُ لاَ صِفَةَ لَهُ ، وَشَأْنُهُ لاَ غَايَةَ لَهُ ، وَكَوْنُهُ لاَ أَمَدَ لَهُ ، وَفِعْلُهُ لاَ عِلَّةَ لَهُ ، لَيْسَ لَهُ دَرَاكٌ ، وَلاَ لِغَيْرِهِ هُنَاكٌ ، لَهُ مِنَ الأَسْمَاءِ مَعْنَاهَا ، وَمِنَ الْحُرُوفِ مَجْرَاهَا ، إذِ الْحُرُوفُ مُبْدَعَةٌ ، [ وَ ] الأَنْفَاسُ مَصْنُوعَةٌ ، وَالْعُقُولُ مَوْضُوعَةٌ ، وَالأَفْهَامُ مَقْطُورَةٌ ، وَالآلآتُ مُبْرَزَةٌ .
ضَمِنَ الدَّهْرَ غَايَتُهُ ، وَالْحَدَّ نَهَايَتُهُ ، تَفْرِقَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ . غَايَتُهُ مَعْرِفَتُهُ ، وَكَيْفَ تَكُونُ لَهُ غَايَةٌ وَالْغَايَةُ مِنْ صُنْعِهِ ! وَالصِّفَةُ عَلَى نَفْسِهَا تَدُلُّ ، وَفِي مِثْلِهَا تَحُلُّ ، وَلاَ تُلْهِيهِ الآمَالُ ، وَلاَ تَحُلُّ بِهِ الأشْغَالُ ، وَلاَ يُذَمُّ بِذَمِيمٍ ، وَلاَ يُعَابُ بِمَعِيبٍ ، خَلَقَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ ، لَيْسَ يُسْقِطُهُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا ؛ لأَنَّ الَّذِي يَرْفَعُهُ حَالٌ يُسْقِطُهُ حَالٌ ، وَالَّذِي مِنَ الْعَافِيَةِ صِحَّتُهُ فَمِنَ السُّقْمِ عِلَّتُهُ .
لاَ يُقَارِنُ الأَضْدَادَ الأَضْدَادَ مَبْرُورٌ مِثْلُهَا أَضْدَادٌ ۲ مَخْلُوقَةٌ قَدْ تَنَزَّهَ عَنْ ذلِكَ ؛ إذِ الأَحْوَالُ مِنْ خَلْقِهِ ، وَالأَقْطَارُ مِنْ صُنْعِهِ . لَيْسَ لَهُ مِنْ خَلْقِهِ مِزَاجٌ ، وَلاَ فِي فِعْلِهِ بِهِمْ عِلاَجٌ . مَنْ وَصَفَ فَقَدْ شَبَّهَ ، وَمَنْ لَمْ يَصِفْ فَقَدْ نَفَى ، وَكِلاَ الأَمْرَيْنِ خَطَأٌ .
لاَ تَسْلُكْ مِنْهَاجَ التَّمْثِيْلِ فَتَقَع فِي أَوْدِيَةِ التَّخْلِيطِ ، إِنْ كَيَّفْتَ سَالَتْ بِكَ السُّيُولُ ،

1.في الأصل : «مسعور» ولعل الصواب ما أثبتناه .

2.العبارة : «الأضداد مبرور مثلها أضداد» مشكلة .

الصفحه من 113