ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 30

عَنْهَا ، وُجُودُهُ إِثْبَاتُهُ ، مَا قَارَنَهُ ضِدٌّ ، وَلاَ سَاوَاهُ نِدٌّ ، إِنَّمَا خَلَقَ الأَشْيَاءَ أَضْدَاداً لِتَكُونَ الْفَرْدِيَّةُ لَهُ ، لاَ يُزَاوِجُهُ شَيءٌ بَلْ هُوَ مُزَاوِجُ الْمُزْدَوَجَاتِ ؛ ازْدَوَجَ الْمَوْتَ بِالْحَيَاةِ ، وَالْخَيْرَ بِالشَّرِّ ؛ إِذِ الْمُزْدَوَجُ مِنْ خَلْقِهِ . وَضِدُّهُ غَيْرُ مُمْتَنِعٍ مِنْ قَبُولِ التَّضَادُدِ ، وَاللّهُ تَعَالَى لاَ ضِدَّ لَهُ فَيُجَادِلَهُ ، وَلاَ نِدَّ [لَهُ] ۱ فَيُعَادِلَهُ ، وَذلِكَ مِنْ دَلاَئِلِ التَّوْحِيدِ .
لَيْسَ بِمُمْتَنِعٍ مَنِ امْتَنَعَ مِنْهُ ، وَلاَ بِجَبَّارٍ مَنِ احْتَاجَ إِلَيْهِ ، وَلاَ بِإِلهٍ ۲ مَنْ عَرَفَهُ ، بَلْ بِغَيْرهِ عُرِفَ ، ۳ وَبِالْعَقْلِ عُرِفَ وَهُوَ دَلَّ الْعَقْلَ عَلَيْهِ ، وَهُوَ أَدَلُّ الدَّلِيلِ عَلَيْهِ ، فَالْمُؤَدِّي بِالْمَعْرِفَةِ إِلَيْهِ لَوْ عَنَى ۴ عَنْهُ عَارِفُوهُ لاَسْتَوَى الْخَلْقُ فِي فَقْدِهِ ، فَفَقْدُهُ مَوْجُودٌ ، وَجُودُهُ مَفْقُودٌ ۵ ، إِذِ الْخَلْقُ مِنْهُ فِي حِجَابٍ .
فَهُوَ الأَوَّلُ لاَ أَوَّلَ لَهُ ، وَالآخِرُ لاَ آخِرَ لَهُ ، وَالْبَاطِنُ لاَ بَاطِنَ لَهُ ، بِهِ تُوصَفُ الصِّفَاتُ لاَ بِهَا يُوصَفُ ، وَبِهِ تُعْرَفُ الْمَعَارِفُ لاَ بِهَا يُعْرَفُ ، وَبِهِ عُرِفَ الْمَكَانُ لاَ بِالْمَكَانِ عُرِفَ ، وَبِهِ كَانَ الْخَلْقُ لاَ بِالْخَلْقِ كَانَ ، الأَمْكِنَةُ لاَ تُكِنُّهُ ؛ لأَنَّهُ لَوْ كَانَ فِي مَحَلٍّ دُونَ مَحَلٍّ لآنَسَ الْمَسْكُونُ فِيهِ وَأَوْحَشَ الْخَالِي مِنْهُ . عِلَّةُ مَا صَنَعَ صُنْعُهُ وَهُوَ لاَ عِلَّةَ لَهُ ، لَيْسَ لِكَانَ كَوْنهُ كَانَ وَلَكِنَّهُ كَوَّنَ الْكَانَ فَكَانَ ، وَإِنَّمَا كَانَ حُرُوفٌ تَأْتَلِفُ وَتَفْتَرِقُ .
لَمْ يَسْبِقْهُ قَبْلٌ ، وَلَمْ يَقْطَعْهُ بَعْدٌ ، تَقَدَّمَ الْحَدَثَ قِدَمُهُ ، وَالْعَدَمَ وُجُودُهُ ، وَالصِّفَةَ ذَاتُهُ ، وَالْغَايَةَ أَزَلُهُ ، وَفَاتَ الْوَهْمَ نَيْلُهُ ، وَالْقِدَمَ اكْتِنَاهُهُ ، وَالْحُجُبَ احْتِجَابُهُ ، ظَاهِرٌ فِي غَيْبٍ ، غَائِبٌ فِي ظُهُورٍ ، وَلَوْ / 281 / إِذْ غَابَ حَجَبَتِ الْغَيْبَةُ الْحِجَابَ ، وَلَوْ إِذْ ظَهَرَ وَقَعَ الإِيْمَانُ بِهِ اضْطِرَاراً .

1.«له» زدناها لاقتضاء السياق .

2.في الأصل : «بآلهةٍ» .

3.فى الأصل : «بل بغير عرفٍ» ، ولعل الصواب ما أثبتناه .

4.كذا .

5.«ففقده . . . مفقود» مشكلة الفهم .

الصفحه من 113