ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 32

وَلاَ يَبْلُغُهُ الْقِيَاسُ ، وَلاَ يُقَاسُ بالنَّاسِ ، لاَ تُخَيِّلُهُ فِي ، وَلاَ تُوَقِّتُهُ إِذْ ، وَلاَ يُؤامِرُهُ . ۱
قُرْبُهُ قُدْرَةٌ ، وَبُعْدُهُ عَظَمَةٌ ، وَنُزُولُهُ إِلَى الشَّيْءٍ إقْبَالُهُ عَلَيْهِ ، وَإِتْيَانُهُ إِيَّاهُ إِيْصَالُهُ مَا يُرِيدُهُ إِلَيْهِ ، يَتَجَلَّى وَلاَ يَتَخَلَّي ، وَيَبْدُو وَلاَ يَتَجَلَّى ، عُلُوُّهُ مِنْ غَيْرِ نُزُولٍ ، وَمَجِيئُهُ مِنْ غَيْرِ تَنَقُّلٍ ، لاَ تُوَاجِهُهُ جِهَةٌ إِذْ لاَ جِهَةَ لَهُ ، وَلاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ، يُوجِدُ الْمَفْقُودَ ، وَيُفْقِدُ الْمَوْجُودَ ، لاَ تَجْتَمِعُ لِتَحَيُّزِهِ الصِّفَاتُ ، ظَاهِرٌ فِي غَيْبٍ ، غَائِبٌ فِي ظُهُورٍ ، هُوَ الظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ بِذلِكَ امْتِنَاعاً عَلَى الْخَلْقِ أَنْ يُشَبِّهُوهُ لانْتِفَائِهِ عَنْهُمْ أَنْ يُكَوِّنُوهُ ، حَدَثُ كُلِّ حَادِثٍ دَلِيلٌ عَلَيْهِ ، وَمُشِيرٌ بِالرُّبُوبِيَّةِ إِلَيْهِ ، فَإقْرَارُ الْحَادِثِ بِالْمُحْدِثِ دَلِيلٌ عَلَى الْمُحْدِثِ وَهُوَ سُبْحَانَهُ بِخِلاَفِهِمَا .
فَرْدٌ لا يَقْبَلُ الْقَرِينَ ، قَدِيمٌ لاَ يَلْحَقُهُ وَصْفُ حَدَثٍ ، إِذ الْحَادِثُ /282/ مُقِرٌّ بِحَدَثِهِ ، وَحَدَثُهُ مُقِرٌّ بِالْقُدْرَةِ التي هي ۲ صِفَةُ الْمُحْدِثِ .
نَصِيبُ الإِيمانِ الإِنْكَارُ ۳ مِنْهُ ، الإِيْمَانُ بِهِ مَوْجُودٌ وُجُودَ إيْمَانٍ لاَ وُجُودَ عِيَانٍ ، فَعَلَى التَّسْلِيمِ ـ عِنْدَ اعْتِلاَجِ الْخَوَاطِرِ بالْوَسَاوِسِ فِي الْقُلُوبِ ـ ثَبَتَ قَدَمُ التَّوْحِيدِ ، لاَ تَحْمِلْ عَلَى التَّشْبِيهِ الّذِي يَرْمُقُهُ فَهْمُكَ ، واعْتَمِدْ ۴ عَلَى دَلِيلِ نَظَرِ عَقْلٍ صَافٍ أَمَدَّتْهُ الأَنْوَارُ الإلهِيَّةِ بِلَطَائِفِ فِكْرٍ صَحِيحٍ نَتَجَ لَهُ حَقِيقَةُ الْمَعْرِفَةِ . كَيْفَ وَقَدْ وَرَدَتِ الْكُتُبُ النَّاطِقَةُ وَالرُّسُلُ الصَّادِقَةِ بِذلِكَ ، فَارْتَعْ فِي رِيَاضِ الإِصَابَةِ وَالتَّسْدِيدِ ، وَقِفْ بِصِدْقِ الدَّلِيلِ النَّظَرِيِّ عَلَى مِنْهَاجِ الْعَدْلِ وَالتَّوْحِيدِ فِيهِ ، ثَمَّ للّهِ رِضَاهُ ، وَالشِّرْكُ مُوجِبٌ لِسَخَطِهِ ، قَضَى وَمَا قَضَى أَمْضَى ، لاَ «مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ»۵ .

1.كذا .

2.هنا سقط ، حيث الكلام منقطع .

3.في الأصل : «الذي هو» .

4.في الأصل : «فاعتمد» والصواب ما أثبتناه .

5.سورة الرعد ، الآية ۴۱ .

الصفحه من 113