ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 34

لاَ تَصْحَبُهُ الأَوْقَاتُ ، وَلاَ تَضُمُّهُ الأَمَاكِنُ ، وَلاَ يَأْخُذُهُ السُّبَاتُ ، وَلاَ تَحُدُّهُ الصِّفَاتُ ، وَلاَ تُفِيدُهُ الأَدَوَاتُ ، وَلاَ تَجْرِي عَلَيْهِ الْحَرَكَاتُ /283/ وَالسَّكَنَاتُ .
سَبَقَ الأَوْقَاتَ كَوْنُهُ ، وَالْعَدَمَ وُجُودُهُ ، وَالاِبْتِدَاءَ أَزَلُهُ .
بِخَلْقِهِ الأَشْبَاهَ ۱ عُلِمَ أَنْ لاَ شِبْهَ لَهُ ، وَبِتَجْهِيرِهِ الْجَوَاهِرَ عُلِمَ أَنْ لاَ جَوْهَرَ لَهُ ، وَبِمُضَادَّتِهِ لِلأَشْيَاءِ عُلِمَ أَنْ لاَ ضِدَّ لَهُ ، وَبِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الأَشْيَاءِ عُلِمَ أَنْ لاَ قَرِينَ لَهُ ، ضَادَّ النُّورَ بالظُّلْمَةِ ، والصِّرَّ ۲ بِالْحَرُورِ ، مُؤَلِّفٌ بَيْنَ مُتَعَاقِبَاتِهَا ، مُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتَها ، بِتَفْرِيقِهَا دُلَّ عَلَى مُفَرِّقِهَا ، وَبِتَأْلِيفِهَا عَلَى مُؤَلِّفِهَا ، قَالَ اللّهُ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ : « وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ »۳ .
فَرَّقَ بَيْنَ قَبْلَ وَبَعْدَ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ قَبْلَ لَهُ وَلاَ بَعْدَ . . . ۴ شَاهِدَةٌ بِغَرَائِزِهَا أَنْ لاَ غَرِيْزَةَ لِمُغَرِّزِهَا ، دَالَّةٌ بِتَفَاوُتِهَا أَنْ لاَ تَفَاوُتَ لِمُفَوِّتِها ، مُخْبِرَةٌ بِتَوْقِيتِهَا أَنْ لاَ وَقْتَ لِمُوَقِّتِهَا ، حَجَبَ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ لِيُعْلَمَ أَنْ لاَ حِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ .
لَهُ مَعْنَى الرُّبُوبِيَّةِ إِذْ لاَ مَرْبُوبَ ، وَحَقِيقَةُ الإِلهِيَّةِ إِذْ لاَ مَأْلُوهَ ، وَمَعْنَى الْعَالِمِ إِذْ لاَ مَعْلُومَ ، وَمَعْنَى الْخَالِقِ إِذْ لاَ مَخْلُوقَ ، وَتَأْوِيلُ السَّمْعِ وَلاَ ۵ مَسْمُوعَ .
لَيْسَ مُنْذُ خَلَقَ اسْتَحَقَّ مَعْنَى الْخَالِقِ ، وَلاَ مِنْ حَيْثُ أَحْدَثَ اسْتَفَادَ مَعْنَى الْمُحْدِثِ .
لاَ يُنْئِيهِ مُنْذُ ، وَلاَ يُدْنِيهِ قَدْ ، وَلاَ تَحْجُبُهُ لَعَلَّ ، وَلاَ تُوَقِّتُهُ مَتَى ، وَلاَ تَشْتَمِلُهُ حِينَ ، وَلاَ تُقَارِنُهُ مَعَ . إِنَّمَا تَحُدُّ الأَدَواتُ أَنْفُسَهَا ، وَتُشِيرُ الآلآتُ إلَى نَظَائِرهَا ، الأَشْبَاهُ تُوجَدُ مَعَالِمُهَا ، مَنَعَهَا الْقِدَمُ وَحَمَتْهَا الأَزَلِيَّةُ عَنْ تَوَهُّمِ حَقِيقَةِ الرُّبُوبِيَّةِ ، فَلَوْلاَ أَنَّ الْكَلِمَةَ

1.في الأصل : «الأشياء» وهو غلط محض .

2.الصِرّ : البرد .

3.سورة الذاريات ، الآية ۴۹ .

4.هنا سقط ؛ لعدم انسجام الكلام .

5.السياق يقتضي : إذْ لا .

الصفحه من 113