ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 35

افْتَرَقَتْ فَدَلَّتْ عَلَى مُفَرِّقِهَا ، وَتَبَايَنَتْ فَأَعْزَبَتْ ۱ عَنْ مُبَايِنِهَا ، لَمَا تَجَلَّى صَانِعُهَا لِلْعُقُولِ ، وَبِهَا احْتَجَبَ عَنِ الرُّؤْيَةِ ، وَإِلَيْهَا يَحَارُ ۲ تَحَاكُمُ الأَوْهَامِ ، وَبِهَا ارْتَبَطَ الدَّلِيلُ بِالْمَفْعُولِ .
لاَ إيمَانَ إلاّ بِتَصْدِيقٍ ، وَلاَ تَصْدِيقَ إلاّ بِإقْرَارٍ ، وَلاَ دِينَ وَإيمَانَ وَإقْرَارَ إلاَّ بَعْدَ مَعْرِفَةٍ ، وَلاَ مَعْرِفَةَ إلاّ بَعْدَ إخْلاَصٍ ، وَلاَ إخْلاَصَ مَعَ تَشْبِيهٍ ، وَلاَ نَفْيَ مَعَ إثْبَاتِ الصِّفَاتِ الشَّبَهِيَّةِ ، كُلُّ مَا فِي الْعَالَمِ مِنْ أَثَرٍ غَيْرُ مَوْجُودٍ فِي صَانِعِهِ ، وَكُلُّ مَا أَمْكَنَ فِيهِ مُسْتَحِيلٌ فِي خَالِقِهِ ، لَوْ حُدَّ لَهُ وَرَاءٌ لَحُدَّ لَهُ أَمَامٌ ، وَلَوِ الْتُمِسَ لَهُ التَّمَامُ لَلَزِمَهُ النُّقْصَانُ ، وَكَيْفَ يَسْتَحِقُّ الأَزَلَ مَنْ لا يَمْتَنِعُ مِنَ الْحَدَثِ ؟ أَمْ كَيْفَ يُنْشِئُ الأَشْيَاءَ مَنْ لا يَمْتَنِعُ مِنَ الأَشْيَاء ؟
لاَ تَجْرِي عَلَيْهِ الْحَرَكَةُ وَالسُّكُونُ ، وَكَيْفَ يَجْرِي عَلَيْهِ مَا هُوَ أَجْرَاهُ ، أَوْ يَعُودُ فِيهِ مَا هُوَ ابْتَدَاهُ ، إِذاً لَتَفَاوَتَتْ دَلاَلَتُهُ ، وَلاَمْتَنَعَ مِنَ الأَزَلِ مَعْنَاهُ ، وَلَمَا كَانَ الْبَارِئُ غَيْرُ الْمَبْرُوءِ ، وَلَوْ تَعَلَّقَتْ بِهِ الْمَعَانِي لَقَامَتْ فِيهِ آيَةُ الْمَصْنُوعِ ، وَلَتَحَوَّلَ عَنْ كَوْنِهِ دَالاًّ إلَى كَوْنِهِ مَدْلُوْلاً عَلَيْهِ ، لَيْسَ فِي مَجَالِ الْقَوْلِ عَنْهُ حُجَّةٌ ، وَلاَ فِي الْمَسْأَلَةِ عَنْهُ جَوَابٌ ، لاَ إلهَ إلاّ اللّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، كلمات الفرج . ۳ /284/
تَمَّتِ الْخُطْبَةُ وَالْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ

۰.قِيلَ ۴ : أَقْبَلَ أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُ الْحَسَنُ وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ ، وَأَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدِ سَلْمَانَ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامِ فَجَلَسَ ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ وَاللِّبَاسِ فَسَلَّمَ عَلَى أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَجَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ ، أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلاَثِ مَسَائِلَ .
فَقَالَ أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ .

1.أي : بَعُدَتْ ، وفي الأصل : «فَأَعْرَبَتْ» ، ولا مناسبة له بالكلام .

2.يقرأ أيضا : كَانَ .

3.«كلماتُ الفرج» خبر جملة «لا إله الا اللّه الحليم الكريم» .

4.ورد هذا الخبر في : علل الشرائع ج۱ ، ص۹۶ ؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج۲ ، ص۶۷ .

الصفحه من 113