ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 63

الطاهرين ، أَئِمَّةِ الهُدَى والمُسْلِمِينَ ، وخُلَصاءِ الدِّينِ وَآلِ ياسِينَ ، غَيرِ عابِدِينَ الأَوْثانَ ولا ناكِثِينَ بِالرَّحمنِ ، بَلْ هُمُ الأَخْيارُ الصّالِحُونَ وأَركانُ الدِّينِ وأَئِمَّةُ المُؤْمِنِين «لِيَهْلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنةٍ ويَحْيَى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ»۱ أَلا فَاسْألُونِي إلى العَشْرِ الآخِرِ مِن شَهْرِ رَمَضانَ فَإنَّكُم تَفْقِدُونِي .
قال الأَصْبَغُ بنُ نُباتَةَ : فَعلَتِ الأصْواتُ بِالبُكاءِ ، فقامَ إِليهِ عَبْدُاللّهِ بنُ الكَوّاء فقال : يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ، أخْبِرْنا عَن قَولِ اللّهِ عز و جل «الـم * ذَ لِكَ الْـكِتَـبُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ»۲ .
قال : نعم يا ابْنَ الكَوّاءِ ، قَضَى اللّهُ الذي هُو كائنٌ ، بَعدَ السِّتِّينَ تَظْهَرُ يَومَئِذٍ الضَّغائِنُ البَدْرِيَّةُ والأَحْقادُ الاُحُدِيَّةُ ، وتُؤْخَذُ الأَتْرابُ العَلَوِيَّةُ فَيُقتَلُ ابْنِي الحُسَينُ وأَوْلادُهُ بِكَرْبَلاءَ غَرِيبا ظَمْآنا ، ويُهْتَكُ حَرِيمُ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ويُحْمَلُونَ كَسَبْيِ هِرَقْلٍ إِلَى الطُّغاةِ الكَفَرَةِ ، وَبَعْدَ الثَّمانِينَ سَنَةً يَدْخُلُ المارِقُ العِراق ، وبَعْدَ التِّسْعِينَ سَنَةً يَظْهَرُ الخاسِرُ الجَمُوعُ الفَجُورُ ، وبَعْدَ المِئَةِ وَعَشَرَةٍ تُقْتَلُ البَرَرَةُ الطاهِرَةُ ، يا وَيلَ قاتِلِها وحارِقِها! إنَّ الذِي خَلَقَها لَيَجْمعُها لِيَومٍ لا رَيْبَ فِيهِ .
ثُمَّ بَكَى أَمِيرُالمُؤْمِنينَ عليه السلام وبَكَى الناسُ .
ثمّ قال : سَيَهْدِمُ اللّهُ مُلْكَهُمْ ، ويُهْلِكُ سَادَتَهُمْ ، ويُطْفِئُ نارَهُمْ . ألاَ وبَعْدَ ثَلاَثِينَ ومِئَةٍ يَنْقَضِي أَمْرُ الأَرْجاسِ بَنِي اُمَيَّةَ الأَرْكاسِ ، يَأْخُذُهما رِجالٌ شِدادُ البَأس بِوَلَدٍ مِن بَنِي العَبّاسِ ، مُلُوكٌ لَهُمْ صَوْلَةٌ فِيها أَقْباسٌ ، فَي أَيّامٍ بَعْدَها أَنْفاسٌ ، مُلْكُهُمْ ضَخْم ، وظُلْمُهُمْ فَضْمٌ ، تَدُومُ لَهُم أعوامٌ وأعوامٌ ، وتَطْحَنُها رِجالٌ بِأَنْيابٍ وَأَضْراسٍ ، كَأَنَّما اختُلِسَتْ /300/ مِنْهُمُ اخْتِلاَسٌ ، سَلَفَتْ لَهُمُ الْمُدَّةُ ، وَكَثُرَتْ لَهُمُ النَّجْدَةُ ، فَبِغَيْرِ دِينِ اللّهِ كَانُوا يَعْمَلُونَ ، وَلِمَحَارِمِهِ كَانُوا يَنْتَهِكُونَ .
أَلاَ وَإِنَّ فِي قَوْلِ اللّهِ عز و جل « حم عسق »۳ بَعْدَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ مَلِكاً مِنْ وَلَدِ العَبَّاسِ تَكُونُ

1.سورة الأنفال ، الآية ۴۲ .

2.سورة البقرة ، الآيتان ۱ ـ ۲ .

3.سورة الشورى ، الآيتان ۱ ـ ۲ .

الصفحه من 113