ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 64

الْمُلُوكُ ظَلَمَةً غَشَمَةً ، يُغَيِّرُونَ الْحُدُودَ ، وَيَعْكُفُونَ عَلَى الْخُمُورِ ، وَيَنْكِحُونَ الْحُورَ ، وَيَلْعَبُونَ بِالْبُكُورِ ، فَلاَ جَهَادَ يَطْلُبُونَ ، وَلاَ بَيْتَ اللّهِ يَعْمُرُونَ ، وَبِسِيَرِ الْمُلُوكِ مِنْ قَبْلِهِمْ يَعْرِشُونَ ، وَبِالْجَبَابِرَةِ يَقْتَدُونَ ، فَهُمْ مَعَهُمْ يُحْشَرُونَ .
أَلاَ وَإِنَّ فِي قَوْلِ اللّهِ تَعَالَى « المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ »۱ وَهِيَ فِتْنَةٌ بِالْبَصْرَةِ وَفِتْنَةٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ يَهْلِكُ بِهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ «وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ» . ۲
أَلاَ وَإِنَّ فِي قَوْلِ اللّهِ تَعَالَى « الر۳* تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ »۴ تَدَاوُلَ الْفِتَنِ بَعْدَ ثَلاثِمِئَةِ سَنَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ تَكُونُ الْحُرُوبُ فِي الْقَبَائِلِ وَالدُّورِ ، فَلاَ حُرْمَةَ لِمَسْتُورٍ وَلاَ مُفَرِّجَ عَنْ مَكْرُوبٍ .
وَبَعْدَ الثَّلاثِمِئَةٍ وَالثَّلاَثِينَ تَكُونُ السَّنَةُ الدَّهْمَاءُ ، وَالصَّارِخَةُ الثَّكْلاَءُ ، فِتْنَةٌ تَكُونُ بِمَكَّةَ يَدْخُلُهَا شِرَارُ الْخَلْقِ ، فَيُقْتَلُ ۵ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ البَيِّنَاتِ ، وَيُؤْخَذُ الْحَجَرُ الْمُسْتَوْدَعُ لِلنَّسَمَاتِ ، فَعِنْدَهَا إيَاسُ النَّاسِ مِنْ رُجُوعِ الْحَجَرِ وَقَبُولِ الشَّهَادَاتِ ، فَيَرُدُّهُ اللّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ بِهَذِهِ كُوفَانِكُمْ ـ وَأَوْمَى بِيَدِهِ إلَى الْمَسْجِدِ ـ ثُمَّ قَالَ : وَلَوْ شِئْتُ لَأَنْبَأْتُكُم بِأَبْيَنِ البَيِّنَاتِ وَأَوْضَحِ الْبَرَاهِينِ .
فَقَامَ إلَيْهِ صَعْصَعَةُ بْنُ صَوْحَانَ وَسَهْمُ بْنُ اليَمَانِ ، وَعَمْرُو ۶ بْنُ الْحَمِقِ ، وَمَالِكُ الأَشْتَرِ ، وَعُمَرُ بْنُ حُجْرٍ الْخُزَاعِيُّ ، وَصَالِحُ بْنُ ضَابِئٍ البُرْجُمِيُّ فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ

1.سورة الأعراف ، الآيتان ۱ ـ ۲ .

2.سورة فصّلت ، الآية ۴۶ .

3.في الأصل : «الم» ولم ترد آية فى القرآن الكريم بهذه الحروف تتبعها آية «تلك آيات . . . .» . نعم وردت «الر * تلك آيات» في سورة يوسف ، الآيتان ۱ ـ ۲ .

4.في سورة يوسف ، الآيتان ۱ ـ ۲ .

5.دخل القرامطة مكة المشرّفة في سنة ۳۱۷ وقلعوا الحجر الأسود ولم يقتل صاحبها وإنما قتلوا هم الحُجّاج بين الركن والمقام ، فيحتمل أن يكون الصواب : «فيَقتُل [الناس ]بين الركن والمقام» .

6.في الأصل : «عُمَر» .

الصفحه من 113