ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 65

الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ قَوْلَكَ تَحْيى بِهِ قُلُوبُنَا وَيَزِيدُ فِي إِيمَانِنَا .
فَقَالَ صلى الله عليه و آله : سَمِعْتُ ابْنَ عَمِّي رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقُولُ : فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ تَكْمُلُ فِي اُمَّتِي مِئَةُ خَصْلَةٍ لَمْ تَجْتَمِعْ فِي اُمَّةٍ قَبْلَهَا : يَكُونُ فِيهِمْ قَوْمٌ لَهُمْ وُجُوهٌ جَمِيلَةٌ ، وَضَمَائِرُ رَدِيَّةٌ ، مَنْ رَآهُمْ أَعْجَبُوهُ ، وَمَنْ عَامَلَهُمْ ظَلَمُوهُ ، وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ الآدَمِيِّينَ ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ ، هُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ ، وَأَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ ، لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ، وَلاَ قَبِيحٍ ارْتَكَبُوهُ . إِنْ أَنْتَ حَدَّثْتَهُمْ كَذَّبُوكَ ، وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ ، وَإِنْ غِبْتَ عَنْهُم اغْتَابُوكَ . «سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ للسُّحْتِ»۱ ، يَسْتَحِلُّونَ الرِّبَا بِالشُّبُهَاتِ ، وَيَشْرَبُونَ الْخُمُورَ بِالمَقَالاَتِ ، وَيَلْعَبُونَ بِالشَّاهَامَاتِ ۲ . الْفَقِيرُ بَيْنَهُمْ ذَلِيلٌ ، وَالْمُؤْمِنُ ضَعِيفٌ ، وَالْفَاسِقُ عِنْدَهُمْ مُكْرَمٌ شَرِيفٌ . صَغِيرُهُمْ عَارِمٌ ، وَشَابُّهُمْ شَاطِرٌ ، وَشَيْخُهُمْ لاَ يَأْمُرُ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ .
فَعِنْدَهَا تَكُونُ الْفِتَنُ بَيْنَهُمْ دُوَلاً ، وَالأَمَانَةُ مَغْنَماً ، وَالزَّكَاةُ مَغْرَماً ، يُطِيعُ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ ، وَيَعِقُّ وَالِدَهُ ، وَيَبُرُّ صَدِيقَهُ /301/ وَيَجْفُو أَبَاهُ . وَتُرْفَعُ أَصْوَاتُ الفُسَّاقِ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَيُعَظَّمُ رَبُّ الْمَالِ ، وَيُدَاهَنُ الْفَاجِرُ ، وَيَفْشُو النِّفَاقُ ، وَيُغَارُ عَلَى الْغِلْمَانِ ، وَتَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةُ بِالْمَرْأَةِ وَتُزَفُّ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ . فَتَظْهَرُ دَوْلَةُ الصِّبْيَانِ ، وَيَكْتَفِي الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ ، وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ ، وَتَرْكَبُ الْفُرُوجُ السُّرُوجَ ، وَتُسْتَعْمَلُ الْمَعَازِفُ وَالْقِيَانُ ، وتَكُونُ الاِمْرَأَةُ مُسْتَوْلِيَةً عَلَى زَوْجِهَا فِي التِّجَارَةِ .
وَتَحُجُّ النَّاسُ لِثَلاَثَةِ أَشْيَاءَ : الأَغْنِيَاءُ لِلنُّزْهَةِ ، وَالأَوْسَاطُ لِلتِّجَارَةِ ، وَالْفُقَرَاءُ لِلْمَسْأَلَةِ .
ذَاكَ زَمَانُ انْدِرَاسِ الأَحْكَامِ ، وَدَوْلةِ الأَشْرَارِ . عِنْدَهَا يَكْذِبُ التَّاجِرُ فِي تِجَارَتِهِ ،

1.سورة المائدة ، الآية ۴۲ .

2.لعل المراد بهذه اللفظة الشطرنج ؛ حيث نهاية لعبه بموت الشاه ـ والشاه حجر من أحجار الشطرنج ـ ويقول الغالب : شاه مات .

الصفحه من 113