ثُمَّ يَلْحَقُ أُصَيْفِرُ تَغْلِبَ فَيَقُولُ : الْحَقُوا بِإِخْوَانِكُمْ بِالْعِرَاقِ ، فَيُقْبِلُ أُصَيْفِرُ تَغْلِبَ بِمَنْ مَعَهُ نَحْوَ الْعِرَاقِ فَيَمُرُّ بِمَدِينَةِ هِيتَ ، فَتَكُونُ لَهُ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ تَدُومُ مَا بَيْنَهُمْ ثَلاَثَهَ أَشْهُرٍ ، ثُمَّ يَرْحَلُ مِنْهَا إِلَى الشَّامِ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ، فَتَكُونُ لَهُ وَقْعَةٌ مَعَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا سَعِيدَةُ ، تَدُومُ الْحَرْبُ بَيْنَهُمَا عِشْرِينَ يَوْما ، وَيُقْتَلُ فِيمَا بَيْنَهُمْ خَلْقٌ كَثِيرٌ ، وَيَرْحَلُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ .
ثُمَّ يَصْعَدُ جَيْشُ الْعِرَاقِ إلى بَلَدِ الْجَبَلِ ، وَيُقِيمُ أُصَيْفِرُ تَغْلِبَ بِالْكُوفَةِ سَنَةً /308/ يَتَصَفَّحُ أَهْلَهَا وَيَعْرِفُ أَحْوَالَهُمْ ، وَيَبْنِي بِهَا تُرَبا وأَيَّ تُرَبٍ ۱ ، حَتَّى يَصِلَهُ خَبَرٌ مِنْ بَلَدِ الشَّامِ أَنَّهُ قُطِعَ عَلَى الْحَاجِّ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَمْنَعُ البَرُّ جَانِبَهُ وَالْبَحْرُ رَاكِبَهُ ، فَلاَ يَحِجُّ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْعِرَاقِ وَلاَ مِنَ الشَّامِ ، وَيَكُونُ الْحَجُّ مِنْ مِصْرَ وَالْيَمَنِ ، فَعِنْدَ ذلِكَ تَوَاتُر الْحُرُوبِ وَالْخَوْفُ حَتَّى يَنْقَطِعَ الْحَجُّ وَيَمْنَعَ البَرُّ جَانِبَهُ وَالْبَحْرُ رَاكِبَهُ .
وَيَصِيحُ صَائِحٌ مِنْ بَلَدِ الرُّومِ : قُتِلَ أُصَيْفِرُ تَغْلِبَ . فَيَخْرُجُ مَلِكُ الرُّومِ فِي مِئَةِ أَلْفِ صَلِيبٍ ، تَحْتَ كُلِّ صَلِيبٍ أَلْفَ مُدَجِّجٍ ۲ صَاحِبِ سَيْفٍ مُحَلّىً ، فَيَنْزِلُونَ بِأَرْضِ الأَيْوَمِ ، وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَدِينَةِ السَّوْدَاءِ ، وَهِيَ مَدِينَةٌ بَنَاهَا وَلَدُ الأَصْفَرِ الَّتِي يَتَقَبَّلُ اللّهُ صَالِحِي مُؤْمِنِيهَا . ثُمَّ يَنْتَقِلُ مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَةِ الْهَالِكَةِ الْمَنْعُوتَةِ مِنْ بَيْضَاءِ الثُّغُورِ كَانَ يَنْزِلُهَا سَامُ بْنُ نُوحٍ ، فَتَكُونُ الْوَقْعَةُ عَلَى بَابِهَا بَيْنَ مَلِكِ الرُّومِ وَبَيْنَ أُصَيْفِرِ تَغْلِبَ ، وَلاَ يَرْحَلُونَ عَنْهَا حَتَّى يَلْقَاهُمُ الأُصَيْفِرُ وَيَقْتُلَ فِيهِمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً ، وَتَنْقَضِيَ فِتْنَةُ الْجَزِيرَةِ .
وَتَرْجِعُ الْفِتْنَةُ إِلَى الزَّوْرَاءِ فَيَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ، وَيَلِيهَا خَلِيفَتَانِ ـ بَلْ مَلِكَانِ ـ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَيُقْتَلُ أَحَدُهُمَا بِالْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ وَالآخَرُ بِالْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ ، وَيَلِيهَا بَعْدَهُمَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْحُسَيْنُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَذلِكَ فِي الطَّبَقَةِ السَّابِعَةِ . وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ
1.التربة : القبر ، ولست أدري ما المراد بها هنا .
2.المدجّج : اللابس السلاح . وفي الأصل : المدحّج(؟) .