ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 79

خَسْفٌ وَقَذْفٌ ، وَلاَ يَنْهَاهُمْ ذَلِكَ عَمَّا يَعْمَلُونَهُ ۱ مِنَ الْمَعَاصِي .
فَقَامَ إِلَيْهِ الأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ فَقَالَ : يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّكَ ذَكَرْتَ لَنَا السُّفْيَانِيَّ وَلَمْ تُبَيِّنْ لَنَا أَمْرَهُ وَلاَ صِفَتَهُ .
فَقَالَ صلى الله عليه و آله : قَدْ ذَكَرْتُ لَكُمْ أَنَّ خُرُوجَهُ فِي الطَّبَقَةِ السَّابِعَةِ مَعَ أَخْوَالِهِ الْكَلْبِيِّينَ .
قَالَ : فَاشْرَحْهُ لَنَا لِنَكُونَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنَ الْبَيَانِ .
قَالَ : نَعَمْ ، يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهِ اخْتِلاَفُ ثَلاَثِ رَايَاتٍ :
رايَةٌ بِالْمَغْرِبِ ، فَيَاوَيْلَ مِصْرَ وَمَا يَحِلُّ بِهَا مِنْ أَصْحَابِ تِلْكَ الرَّايَةِ ، إنَّهُمْ يُقْبِلُونَ إِلَيْهَا فِي مِئَةِ أَلْفٍ مِنَ الْمَغْرِبِ فَيَسْبُونَ أَهْلَهَا حَتَّى تُبَاعَ الامْرَأَةُ بَيْنَهُمْ بِدِرْهَمٍ ، وَقَدْ عَقَدُوا مَلاَحِفَهُنَّ بَعْضَهُنَّ إلَى بَعْضٍ ، فَهُنَّ بَيْنَ بَاكِيَةٍ وَصَارِخَةٍ ، وَلاَ لَهُنَّ مُغِيثٌ ، وَلاَ مَنْ يُنْكِرُ ذَلِكَ .
وَأَمَّا الرَّايَةُ الثَّانِيَةُ فَتَكُونُ بِالْجَزِيْرَةِ الْحَمْرَاءِ ، وَأَمَّا الرَّايَةُ الثَّالِثَةُ فَتَكُونُ بِالشَّامِ ، وَتَدُومُ الفِتْنَةُ بَيْنَهُمْ سَنَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الزَّوْرَاءِ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ إِلَى الشَّامِ فِي جَيْشٍ عَظِيْمٍ حَتَّى يَكُوْنَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ مَسِيرَةُ لَيْلَتَيْنِ ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْمَغْرِبِ : قَدْ جَاءَكُمْ قَوْمٌ جُفَاةٌ أَصْحَابُ أَهْوَاءٍ مُخْتَلِفَةٍ ، فَتَضْطَرِبُ الشَّامُ وَفِلَسْطِينُ ، فَيَجْتَمِعُ رُؤَسَاءُ مِنَ الشَّامِ وَمِنْ مِصْرَ فَيَطْلبُونَ جَيْشَ بَنِي الْعَبَّاسِ ، فَيَقْتَتِلُونَ قِتَالاً شَدِيدَاً ، فَيَقْبِلُ حِينَئِذٍ السُّفْيَانِيُّ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ لِيَنْصُرَ أَهْلَ الشَّامِ ، فَتَدُومُ الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ مِنْهُمْ /309/ سِتُّونَ أَلْفاً .
وَيَغْلِبُ السُّفْيَانِيُّ وَإِنَّهُ لَيَعْدِلُ فِيهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ : وَاللّهِ مَا كَانَ يُقَالُ فِيهِ اِلاَّ كَذِبٌ . وَوَاللّهِ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ، فَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا تَلْقَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ مِنْهُمْ مَا قَالُوا ذَلِكَ .
وَلاَ يَزَالُ يَعْدِلُ فِيهِمْ حَتَّى يَسِيرَ ، فأَوَّلُ مَنْزِلٍ يَنْزِلُهُ حِمْصٌ فَيَلْقَوْنَ مِنْهُ شَرّاً وَبَلاَءً

1.في الأصل : «يعملوه» .

الصفحه من 113