ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 93

طَرْسُوسَ فَيَفْتَحُونَهَا بِأَسِنَّةِ الرِّمَاحِ ، وَهُوَ بَعْدَ مَوجٍ وَرُجُوعٍ ، فَيَنْهَبُ مَا فِيهَا مِنَ الأَمْوَالِ وَيَنْقُضُ حِجَارَتَهَا حَجَراً حَجَراً ، فَكَأَنِّي أَرَى نِسَاءَهَا وَهُنَّ رَدِيفَاتُ الْعُلُوجِ وَخَلاَخِلُهُنَّ تَلُوحُ فِي الشَّمْسِ ، وَيَبْعَثُ اللّهُ جَبْرَئِيلَ إِلَى الْمَصِيصَةِ فَيَقْلَعُهَا وَيَصِيرُ جَيْشُ الْكُفَّارِ[...] ۱ فَيَقُولُونَ : أَيْنَ الْمَدِينَةُ الَّتِي كَانَتْ هَاهُنَا ، وَكَانَتِ النَّصْرَانِيَّةُ تَفْزَعُ مِنْهَا ، وَكَانَتْ تُغِيثُ الإِسْلاَمَ ؟
فَيَسْمَعُونَ صَوتَ الدُّيُوكِ وَصَهِيلَ الْخَيْلِ فَوقَ رُؤُوسِهِمْ، فَيَرْفَعُونَ لِذلِكَ رُؤُوسَهُمْ فَيَرَونَهَا مُعَلَّقَةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَيَقُولُ مَلِكُهُمْ : خُذُوا عَنْهَا ، فَيَصْعَدُونَ الْجِبَالَ وَيَبْعُدُونَ عَنْهَا لِكَيْلاَ تَسْقُطَ عَلَيْهِمْ وَتَخْرُجَ سَرَايَاهُ ، فَيَنْقُلُونَ جَمِيعَ مَا لَهُمْ ، فَيُوَافِيهِمُ الْمَهْدِيُّ حَيْثُ ذَكَرَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ « أَدْنَى الأَرْضِ »۲ وَهُوَ أَسْفَلُ الرَّقَّةِ بِعَشَرَةِ فَرَاسِخَ ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَعْبُرَ الفُرَاتَ ، فَيَقْتُلُ مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً حَتَّى يَتَغَيَّرَ مَاءُ الْفُرَاتِ مِنَ الدَّمِ، وَتَجِيفَ شُطُوطُهَا بِالْقَتْلَى. وَيَنْهَزِمُ بَاقِي الرُّومِ فَيَلْحَقُونَ بِأَنْطَاكِيَّةَ ، وَيَنْزِلُ الْمَهْدِيُّ مُحَاذِي كَفْرَطَابَ ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مَلِكُ الرُّومِ يَطْلُبُ مُهَادَنَتَهُ ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَهْدِيُّ يَطْلُبُ مِنْهُ الْجِزْيَة،َ فَيُجِيبُهُ عَلَى ذلِكَ عَلَى أَنَّهُ لاَ يَخْرُجُ مِنْ بَلَدِ الرُّومِ أَحَدٌ وَلاَ يَبْقَى عِنْدَهُمْ أَسِيرٌ إلاَّ وَيُطْلِقُونَهُ ۳ ، وَيُقِيمُ الْمَهْدِيُّ بِأَنْطَاكِيَّةَ سَنَةً. وَلأَنْطَاكِيَّةَ مَلاَحِمُ وَجُوعٌ وَهِيَ مَنْصُورَةٌ .
وَيَبْعَثُ الْمَهْدِيُّ أَصْحَابَهُ وَأُمَرَاءَهُ عَلَى سَائِرِ الأَمْصَارِ ، وَيَعْدِلُ بَيْنَ النَّاسِ حَتَّى تَرْعَى الشَّاةُ وَالذِّئْبُ فِي مَوضِعٍ وَاحِدٍ ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ فَلاَ تَضُرَّهُمْ ۴ شَيْئاً ، وَيَذْهَبَ الشَّرُّ وَيَبْقَى الْخَيْرُ ، وَيَزْرَعَ الزَّرَّاعُ مُدّاً وَاحِداً فَيَخْرُجَ لَهُ مِئَةُ

1.هنا سقط ؛ لأن الكلام غير متصل.

2.سورة الروم ، الآية ۳.

3.في الأصل : «ويطلقوه».

4.في الأصل : «يضرّوهم».

الصفحه من 113