ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 94

مُدٍّ ، كَمَا قَالَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ : « فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ »۱ وَيَذْهَبَ الرِّبَا وَشُرْبُ الْخَمْرِ وَالْغِنَاءُ وَلاَ يَذْكُرَهُ أَحَدٌ ، وَيُقْبِلَ النَّاسُ عَلَى الْعِبَادَةِ وَالْخُشُوعِ وَالصَّلاَةِ ؛ فَعِنْدَهَا تَطُولُ الأَعْمَارُ ، وَتُؤَدَّى الأَمَانَاتُ ، وَتَحْمِلُ الأَشْجَارُ ، وتَزْكُو الأَثْمَارُ ، وَيَهْلِكُ الأَشْرَارُ ، وَيَبْقَى الأَخْيَارُ ، وَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ يُبْغِضُ آلَ مُحَمَّدٍ /317/ صلى الله عليه و آله .
فَقَامَ إِلَيْهِ مَالِكٌ الأَشْتَرُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ ، بَيِّنْ لَنَا فِي مَقَامِكَ هَذِهِ السَّنَةِ .
فَقَالَ صلى الله عليه و آله : « شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً »۲ وَإِبْرَاهِيمَ ، وَلَقَدْ وَصَّاكُمْ بِهِ حَبِيبِي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، فَتَعَالَى اللّهُ عَنِ التَّشْبِيهِ والْمِثَالِ وَالشُّبُهَاتِ. ألاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ وَالظَّالِمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ.
أَلاَ وَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَكْذِبُوا، وَإذَا ائْتَمَنْتُكُمْ ۳ فَلاَ تَخُونُوا ، وَإذَا مَرَرْتُمْ بِاللَّغْوِ مُرُّوا كِرَاماً ، وَالصَّبْرُ عَلَى أَمْرِ اللّهِ حَقّاً ، وَإِذَا حَكَمْتُمْ فَكُونُوا عُدُولاً ، وَإِذَا وَعَدْتُمْ لاَ تُخْلِفُوا ، وَإِذَا قُلْتُمْ فَاصْدُقُوا ، وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَانْهَوا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَكُونُوا عِبَادَ اللّهِ إِخْوَاناً. فَإِذَا كُنْتُمْ كَذلِكَ فَأَنْتُمْ مِمَّنْ ذَكَرَهُ اللّهُ تَعَالَى وَوَصَفَهُ ، فَهذِهِ خِصَالُ الْمَهْدِيِّ وَأَصْحَابِهِ ، وَهُمُ الشِّيعَةُ الصَّادِقُونَ حَقّاً .
وَإِنِّي لَأَعْرِفُ خَرَابَ الْمُدُنِ وَالْعَامِرَ مِنْهَا .
فَقَامَ إِلَيْهِ مَالِكُ الأَشْتَرِ فَقَالَ : أَوضِحْ لَنَا يَا مَولاَيَ الْمَعَاقِلَ مِنْهَا فِي ذلِكَ الزَّمَانِ ، فَكَلاَمُكَ يَمْحُو ۴ دَرَنَ قُلُوبِنَا .
فَقَالَ صلى الله عليه و آله : تُعْمَرُ كُوفَانُكُمْ هذِهِ حَتَّى لاَ يَكُونَ بِهَا خَرَابٌ ، وَيُبَاعُ بِهَا مَرْبِطُ فَرَسٍ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، وَلَيْسَ بِهَا مَعْقِلٌ.

1.سورة البقرة ، الآية ۲۶۱.

2.سورة الشورى ، الآية ۱۳.

3.كذا في الأصل ، ولعل الصواب «اؤتُمِنْتُمْ».

4.في الأصل : «يحيي» وليست مرادة هنا.

الصفحه من 113