الأربعون حديثاً في فضائل أهل البيت (ع) - الصفحه 148

والجواب الآخر ـ وهو الثالث ـ: أنّ محبّة أمير المؤمنين أكبر الطاعات بعد المعرفة بالله عز و جل وبرسول الله صلى الله عليه و آله ، ومن أتى بها مجتنباً لكبائر الآثام، وإذا قارف ذنباً من صغار الذنوب كان مكفّراً بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، فيكون المراد بقوله: «لا يضرّ معها سيئة» الصغائر دون الكبائر الموبقات ؛ قال تعالى: «إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُم وَنُدْخِلْكُم مُدْخَلاً كَرِيماً»۱ .
والجواب الآخر الرابع ـ وهو أصعبها وأشدّها في التأويل ـ: أنّ مَن أحبّ علياً عليه السلام بشرائط محبته حظرت عليه مقاربة الذنوب فلم يوقَع سيئةً تضرّه، ولذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام للذين اتبعوه بالكوفة، وهو متوجه إلى النجف في الليلة الظلماء: ما أنتم؟ فقالوا: نحن شيعتك يا أمير المؤمنين. فقال لهم: لا أرى عليكم سيماء الشيعة! فقالوا: وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين؟ فقال: صُفر الوجوه من السهر، خُمص / 13 / البطون من الصيام، ذُبل الشفاه من الدعاء، عُمش العيون من البكاء، حدب ۲ الظهور من القيام، عليهم

1.سورة النساء ، الآية ۳۱ .

2.الحُدب بالضم جمع الأحدب. والحدب محركة خروج الظهر ودخول الصدر والبطن. (البحار ، ج۵۶ ، ص۱۵۱).

الصفحه من 155