الإسناد المصفي إلي آل المصطفي (المشيخة) - الصفحه 361

بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه الذي وفّقنا لأخذ معالم ديننا عن العترة عليهم السلام الهادية بالإسناد المصفّى، المرفوع إلى الثقات الأثبات من السلف الصالح أرباب التقى وأصحاب اللقا ، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا خاتم الرسل وأشرف الأنبياء محمّد المصطفى ، وعلى وصيّه وخليفته من بعده وباب علمه وأبي ذريّته عليٍّ المرتضى ، وعلى الأئمة المعصومين الأحد عشر من ولده الأوصياء الأصفياء ، صلاةً متسلسلةً متواترةً إلى يوم الملتقى .
وبعد : فيقول الخاطئ المسيء محمّد محسن الشهير بآقا بزرگ ، عامله اللّه تعالى بفضله وكرمه وجوده وإحسانه : إنّه لمّا دخلت السنة السادسة والخمسون بعد الثلاثمئة والألف، التي قد بلغتُ فيها من العمر المرحلة الثالثة والستّين ، ورأيتُ أنّها هي الخطوة الأخيرة لأكثر من اطّلعنا على مدّة أعمارهم من القدماء السابقين أو أدركناهم من المعاصرين ، خشيتُ أن يدركني الأجلُ ، ويفوتني ما كنتُ أتمنّاه منذ سنين من ذكري مآثر من أتعب نفسه وصرف عمره وبذل جهده من أصحابنا الإماميّة في تأليف كتاب أو كتابة رسالة في ما يتعلّق بتراجم أحوال الرجال الرواة وسلفنا الصالح من المشايخ العلماء والسادات ، حيث إنّه قد أحيى بتأليفه هذا أمرهم ، وأخلد بعمله ذكر اُولئك الذين هم القرى الظاهرة التي قد منّ اللّه تعالى علينا بجعلهم وسائط بيننا وبين أئمّتنا الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين ، وذكّرَنا بهذه النعمة العظمى في كتابه الكريم بقوله تعالى: «وجعلنا بينهم وبين القُرى التي باركنا فيها قرُىً ظاهرة» حسب ما فسّره لنا أئمّتنا الصادقون ، خزّان علم اللّه ، وحفظة وحيه الذين نزل القرآن في بيتهم ، وهم العارفون بمعانيه والراسخون في العلم العالمون بمحكمه ومتشابهه ظاهره وباطنه .
فبيّنوا لنا المراد من القُرى المُباركة والقُرى الظاهرة في عدّة من الأحاديث المستفيضة الواصلة إلينا بالأسانيد المعتبرة ، قد عُنِيَ بجمع بعضها العلاّمة التوبلي

الصفحه من 410