أخبار الزينبات - الصفحه 32

وجاءتني هذه الرسالة فإذا هي في نحو كرّاسة ونصف ترجم فيها الشقيقة صاحبة الترجمة السيّدة زينب الوسطى المكنّاة باُمّ كلثوم ، وقال : إنّها المدفونة بالشام بالقرية المعروفة بها ، وكانت قد قدّمت إليها في وقعة الحرّة ، وترجم لاُختها عرضاً واستشهد لصحّة ما ذكره بما رواه ابن عساكر أنّ السيّدة زينب الكبرى قدمت مصر وماتت بها ، وأنّ دفينة الشام هذه هي الوسطى ، ولا صحّة لما يزعمه أهل دمشق .
فاستنسخت منها بعض ما أهمّني الوقوف عليه ، ثمّ رددتها بالتالي ، وبعد فترة قصيرة من الزمن أرسل إليَّ صاحبي هذا رسالة عثر عليها في حلب عند بعض أصدقاء له هناك عنوانها «أخبار الزينبات للعبيدلي النسّابة» وذكر لي : إنّك تجد ـ إن شاء اللّه تعالى ـ في هذه الرسالة اُنشودتك الضالّة ، ولذا فقد سمحت لك باستنساخها .
فلمّا تصفّحتها تلمّحت منها ترجمة السيّدة زينب الكبرى بنت عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه ورضي عنه ، وإذا بي أجد في آخر الترجمة أنّ السيّدة زينب قدمت مصر بعد مصرع أخيها بيسيرٍ من الزمن وماتت بها ، ودفنت بموضع يقال له : الحمراء القصوى ، حيث بساتين الزهري ، إلى آخر ما ذكره .
فنسخت الكتاب ورددته لصاحبي شاكراً له مسعاه .
ونظراً لأهمّيّة هذا الكتاب استصوبت أن اُدرجه هنا بنصّه حرفيّاً ؛ إذ لا يوجد نظيره في سائر دور الكتب على ما وصل إليه بحثي ، وإذ هو الحجر الأوّل الأساسي الّذي قضى على هذا الخلاف القائم بين جمهرة المؤرخين من قرونٍ عديدة ، فهذه الرسالة مع صغر حجمها هي نفسها الحجّة على من كان يستبعد دخول السيّدة إلى مصر ، ووفاتها بها ، ودفن جثمانها الشريف في هذا الموضع ، على أنّ المؤلف رحمه الله

الصفحه من 91