أخبار الزينبات - الصفحه 40

فخطبها رسول اللّه صلى الله عليه و آله على زيد بن حارثة ، فقالت : يا رسول اللّه ، لا أرضاه لنفسي وأنا أيّم قريش .
قال : فإنّي قد رضيته لك ، فتزوّجها زيد بن حارثة ۱ .
۲ . حدّثني جدّي ، بسنده إلى عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، قال : جاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله بيت زيد بن حارثة يطلبه فلم يجده ، فقامت إليه زينب بنت جحش وقالت له : ليس هو هاهنا يا رسول اللّه ، فادخل بأبي أنت واُمّي .
فأبى رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن يدخل وولّى معلناً بالتسبيح يقول : سبحان اللّه العظيم ، سبحان مصرّف القلوب .
فجاء زيد إلى منزله ، فأخبرته امرأته أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أتى منزله .
فقال زيد : ألا قلتِ له أن يدخل ؟
قالت : قد عرضت ذلك عليه فأبى .
قال : أفسمعتِ منه شيئاً ؟
قالت : سمعته حين ولّى يقول : سبحان اللّه العظيم ، سبحان مصرّف القلوب !
فجاء زيد حتّى أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال : يا رسول اللّه ، بلغني أنّك جئت منزلي فهلاّ دخلتَ ؟ بأبي أنت واُمّي ، يا رسول اللّه ، لعلّ زينب أعجبتك أفاُفارقها ؟
فقال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ »، فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك اليوم ، وكان يأتي إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فيخبره ، فيقول له :«أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ »، ففارقها زيد واعتزلها ، وحلّت۲.
قال : فبينما رسول اللّه صلى الله عليه و آله جالس يتحدّث مع عائشة أخذته غشية فسُرّي وهو يتبسّم ويقول : من يذهب إلى زينب يبشّرها أنّ اللّه قد زوّجنيها في السماء ؟ وتلا :« وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ »۳الآية .
قالت عائشة : فأخذني ما قرُب وما بعُد ؛ لما يبلغنا من جمالها ، وما هو أعظم من هذا مفاخرتها علينا بما صنع لها ، زوّجها اللّه من السماء .
فخرجت سلمى خادم رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فحدّثتها بذلك ، فأعطتها أوضاحاً۴عليها۵.

3 . وبالإسناد المرفوع إلى ابن عبّاس ـ رضي اللّه عنهما ـ قال : لمّا اُخبرت زينب

1.رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ، (ج ۸ ، ص ۱۰۱) ، قال : أخبرنا محمّد بن عمر ، حدّثني عمر بن عثمان الجحشي ، عن أبيه ، قال : قدم النبيّ صلى الله عليه و آله المدينة ، وكانت زينب بنت جحش ممّن هاجر . . . . وروي أيضاً في المستدرك على الصحيحين ، ج ۴ ، ص ۲۳ .

2.زاد في الطبقات : يعني انقضت عدّتها .

3.سورة الأحزاب ، الآية ۳۷ .

4.جمع وضح : وهو حليٌّ من فضّة .

5.رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ، ج ۸ ، ص ۱۰۱ و ۱۰۲ ، قال : أخبرنا محمّد بن عمر ، قال : حدّثني عبداللّه بن عامر الأسلمي ، عن محمّد بن يحيى بن حبّان . وروي أيضاً في : كتاب المحبّر ، ص ۸۵ ؛ أنساب الأشراف ، ج ۲ ، ص ۶۷ ؛ تاريخ الطبري ، ج ۲ ، ص ۵۶۲ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ۲ ، ص ۱۷۷ ؛ الإصابة ، ج ۸ ، ص ۱۵۳ ؛ المستدرك على الصحيحين ، ج ۴ ، ص ۲۳ .

الصفحه من 91