الایثار - الصفحه 10

فِراشِ ابنِ عَمِّهِ يَقيهِ الرَّدى‏ بِنَفسِهِ ؟! أما إنّي قَد عَلِمتُ مِن سَريرَتِهِ أنَّ تَلَفَ نَفسِهِ أحَبُّ إلَيهِ مِن أن تُؤخَذَ شَعرَةٌ مِن شَعرِ ابنِ عَمِّهِ! اِنزِلا إلَيهِ فَاحفَظاهُ وَاكلَآهُ إلَى الصُّبحِ.
فَلَم تَزَل عَينُ المُشرِكينَ تَلحَظُهُ ، وَالمَلائِكَةُ الكِرامُ تَحفَظُهُ إلى‏ أن كانَ وَقتُ الصُّبحِ ، وهَجَمَ المُشرِكونَ عَلَيهِ لِلقَتلِ ، فَأَلقَى اللَّهُ تَعالى‏ في قُلوبِهِم - لِما أرادَهُ مِن حَياتِهِ - أن يوقِظوهُ مِن نَومِهِ ، فَقالوا : نُنَبِّهُهُ لِيَرى‏ أنّا ظَفِرنا بِهِ قَبلَ قَتلِهِ ، فَلَمّا فَعَلوا ذلِكَ ، وَثَبَ إلَيهِم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وفي يَدِهِ سَيفُهُ ، فَتَوَلَّوا عَنهُ هارِبينَ .
فَقالَ لَهُم أميرُ المُؤمنِينَ عليه السلام : دَخَلتُم وأنَا نائِمٌ ، فَادخُلوا وأنَا مُنتَبِهٌ .
فَقالوا : لا حاجَةَ لَنا فيكَ يَابنَ أبي طالِبٍ.۱

۵۲.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- في قَولِهِ تَعالى‏ :(وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى‏ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا)-: كانَ عِندَ فاطِمَةَ عليها السلام شَعيرٌ ، فَجَعَلوهُ عَصيدَةً ، فَلَمّا أنضَجوها ووَضَعوها بَينَ أيديهِم جاءَ مِسكينٌ، فَقالَ لمِسكينُ : رَحِمَكُمُ اللَّهُ ! أطعِمونا مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ، فَقامَ عَلِيٌّ عليه السلام فَأَعطاهُ ثُلُثَها.
فَما لَبِثَ أن جاءَ يَتيمٌ ، فَقالَ اليَتيمُ : رَحِمَكُمُ اللَّهُ ! أطعِمونا مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ، فَقامَ عَلِيٌّ عليه السلام فَأَعطاهُ ثُلُثَهَا الثّانِيَ.
فَما لَبِثَ أن جاءَ أسيرٌ ، فَقالَ الأَسيرُ : يَرحَمُكُمُ اللَّهُ ! أطعِمونا مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ، فَقامَ عَلِيٌّ عليه السلام فَأعطاهُ الثُّلُثَ الباقِيَ ، وما ذاقوها.
فَأَنزَلَ اللَّهُ فيهِم هذِهِ الآيَةَ إلى‏ قَولِهِ : (وَ كَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا) . ۲

۵۳.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : بَينَما عَلِيٌّ عليه السلام عِندَ فاطِمَةَ عليها السلام إذ قالَت لَهُ : يا عَلِيُّ ، اذهَب إلى‏ أبي فَابغِنا مِنهُ شَيئاً . فَقالَ : نَعَم. فَأَتى‏ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَأَعطاهُ ديناراً ، وقالَ لَهُ : يا عَلِيُّ ، اذهَب فَابتَع بِهِ لِأَهلِكَ طَعاماً .
فَخَرَجَ مِن عِندِهِ فَلَقِيَهُ المِقدادُ بنُ الأَسوَدِ ، وقاما ما شاءَ اللَّهُ أن يَقوما ، وذَكَرَ لَهُ حاجَتَهُ ، فَأَعطاهُ الدّينارَ وَانطَلَقَ إلَى

1.كنزالفوائد : ۲ / ۵۵ .

2.تفسير القمّي : ۲ / ۳۹۸ ، مجمع البيان : ۱۰ / ۶۱۲ نحوه و كلاهما عن عبداللَّه بن ميمون القدّاح ، بحار الأنوار : ۳۵/۲۴۳/ ۳ .

الصفحه من 12