الأَوَّلينَ .۱
۴۹۳.عنه عليه السلام : اعتَبِرُوا بِمَا أصَابَ الاُممَ المُسْتكبِرِينَ مِن قَبلِكُم مِن بَأسِ اللَّهِ وَ صَولاتِه ، وَوَقائِعِهِ وَمَثُلاتِهِ ، واتَّعِظُوا بِمَثاوِي خُدودِهم ، وَمَصَارعِ جُنوبِهم .۲
وَقفَةٌ عِندَ مَبدَأ التّاريخِ وَأساسِ التَّقويمِ الميلاديِّ وَالهِجريِ
إنّ تقويم الزمان من أركان الحياة البشريَّة ، وحاجة الحياة الاجتماعيّة إلى التّاريخ من الأهميّة ، بحيث إنّ القرآن الكريم جعل ضمان هذه الحاجة عن طريق الشمس والقمر مِن آيات معرفة اللَّه ، وأدلَّة حكمة الخالق۳.
ولهذه الأهمّية يمكن الحدس بأنّ المجتمعات الإنسانيّة كان لها منذ فجر التّاريخ محاولات لاحتساب أزمنتها وتواريخها ، ومن الطبيعي أن تكون الحوادث والوقائع التّاريخيّة الهامَّة ، أفضل مبدأ للتّاريخ وأبقاه في المجتمعات البشريّة ، والنصوص التّاريخيّة تؤيِّد ما ذهبنا إليه .
لقد ورد في تاريخ دمشق :
«لمّا هبط آدم من الجنّة وانتشر ولده ، أرّخ بنوه من هبوط آدم ، فكان ذلك التّاريخ ، حتّى بعث اللَّه تعالى نوحاً فأرّخوا حتّى۴ مبعث نوح ، حتّى كان الغرق فهلك من هلك ممّن كان على وجه الأرض ... فكان التّاريخ من الطوفان إلى نار إبراهيم . فلمّا كثر ولد إسماعيلافترقوا ، فأرَّخ بنو إسحاق من نار إبراهيم إلى مبعث يوسف ، ومن مبعث يوسف إلى مبعث موسى ، ومن مبعث موسى إلى ملك سليمان ، ومن ملك سليمان إلى مبعث عيسى بن مريم ، ومن مبعث عيسى بن مريم إلى مبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعلى جميع أنبيائه ورسله .
وأرَّخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم إلى بناء البيت ، حتّى بناه إبراهيم وإسماعيل . ثمّ أرَّخ بنو إسماعيل من بنيان البيت حتّى تفرّقت مَعَدُّ ، فكان كلّما خرج قوم من تهامة أرَّخوا مخرجهم ، ومن بقي من تهامة من بني إسماعيل يؤرِّخون خروج مَعَدٍّ ونَهْدٍ وجُهينَةَ
1.الخصال : ۲۳۱ / ۷۴ عن الأصبغ بن نباتة ، غرر الحكم : ح ۸۸۵۰ ، تحف العقول : ۱۶۵ وفيه «السنة» بدل «العبرة» ، بحار الأنوار : ۷۲ / ۹۰ / ۱ .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .
3.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ۳ / ۲۳۱ (خلق الشمس والقمر) .
4.كذا في المصدر ، والصحيح : «من» .