- من بني زيد - من تهامة ، حتّى مات كعب بن لؤي إلى الفيل ، فكان التّاريخ من الفيل حتّى أرَّخ عمربنالخطّاب منالهجرة، وذلك سنة سبع عشرة أوثمان عشرة».۱
والمسعودي يقول :
«لم يزل مَن وَصَفنا من قبائل العربيؤرِّخون بالاُمور المشهورة : من موت رؤسائهم ، ووقائع وحروب كانت بينهم ، إلى أن جاء اللَّه بالإسلام فأجمع المسلمون على التّاريخ من الهجرة» .۲
وهكذا بتطوّر الثقافة والعلم ، انساقت مسيرة كتابة التّاريخ نحو التوحّد والتعميم ، فأضحى التّاريخ الميلاديّ عالميّاً ، وغدا التّاريخ الهجريّ في العالم الإسلاميّ رسميّاً ، ولا بأس - بهذه المناسبة - أن نشير باختصار ، إلى اُسس التقاويم : الميلاديّ والهجريّ القمريّ والهجريّ الشمسيّ .
مَبدَأُ التَّقويمِ المِيلادِيِ
إنّ أساس التقويم الذي يعتمده عالَمنا اليوم قائم على ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، علماً أنّ عيسى عليه السلام - كما نعلم - قد ولد في مدينة بيت لحم، في زمن امبراطوريّة «أوغست» ملك الرُّوم المعروف .
ولابدَّ من الإشارة إلى أنّ العمل بهذا التقويم لم يتمّ إلّا بعد مرور قرون عديدة على ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، فقد ظلّ التقويم على ما كان عليه سابقاً، وهو تاريخ مدينة روما الأُسطوريّة، وعلى أساس التعديل الذي أجراه «جولين» عليه .
وبقي التّقويم الرُّومي يعتمد على هذا الأساس، إلى أن انتهى عهد «أوغست» و «دقيانوس» وبدأ عهد «ديوكليسين» في عام «560 م» .
وفي هذا الوقت اقترح القسُّ «ديوني سيوس أكزيكوس۳- Dionysius Exigus» - بعد «759» عاماً على بناء مدينة روما - أن يجعل المسيحيونتقويمهم على أساس ولادة نبيّهم عيسى عليه السلام ، والهدف الباعث له على ذلك، هو أنَّ التقويم القائم على تاريخ مدينة روما الاُسطورية، فيه إحياء لذكرى شخصيّات
1.تاريخ دمشق : ۱ / ۳۴ وراجع : تاريخ الطبري : ۱ / ۱۹۳ .
2.التنبيه والإشراف : ۱۷۸ .
3.في عهد هذا الإمبراطور اُقيم حفل بمناسبة مرور ألف عام على بناء روما ، وذلك في سنة ۲۸۹ للميلاد . راجع : «تقويم وتاريخ در إيران» ، إيران كوده (بالفارسية) ، العدد ۱۰ / ۷۲ .