التاریخ - الصفحه 8

ظالمة من إمبراطورات روما، فرأى‏ هذا القسّ أن تذكر شخصية عيسى‏ عليه السلام بدل اُولئك الظالمين، فجعل مبدأ التّاريخ المسيحي هو ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، فاعتمدته الكنيسة، وطلبت من جميع المسيحيين العمل به .
وكانت نتيجة الحسابات التي أجراها، أن كانت سنة «247» الدقيانوسية، مقابلةً لسنة «525» الميلادية .
ثمّ جعل بداية العام الميلادي يوم «5» مارس، بناءً على اقتراح دينس، وبهذا تكون بداية السَّنة بعد مضي «7» أيّام على ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، وبمرور الزمن تغيّر ذلك، فصارت بداية السنة أوّل شهر مارس، وأصبح العيد المسيحي المقدّس بين «25» ديسمبر وبين الأوّل من ينارير۱ .۲

مَبدَأُ التَّقويمِ الهِجرِيِّ القَمَرِيِ‏

في السَّنوات الاُولى من البعثة النبويّة المباركة ، كان «الذهاب إلى بيت الأرقم» مبدأً للتّاريخ بين المسلمين ، فكانوا يقولون : هذه الحادثة وقعت قبل ذلك ، أو بعد ذلك‏۳ . وبعد إقامة المجتمع الإسلاميّ في المدينة ، أصبحت الهجرة النبويَّةُ مبدأً للتّاريخ عند المسلمين . وثمَّة رأيان في زمان اتِّخاذ الهجرةمبدأً للتّاريخ :

1 . إنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله هو الذي اتّخذ التّاريخ الهجريّ‏

ويرى هذا الرأي أنَّ الرسول صلى اللَّه عليه وآله منذ وروده المدينة ، قرّر اتِّخاذ الهِجرة بدايةً للتقويم . وثمّة ما يؤيّد هذا الرأي ، من ذلك ما رواه الطبريّ :
إنَّ النبيَّ لمّا قدم المدينة - وقدمها في شهر ربيع الأوّل - أمر بالتّأريخ .۴
وقد أيّد سماحة السيِّد جعفر مرتضى العامليّ‏هذا الرأي‏۵ .

2 . إنّ الخليفة الثاني هو الذي اتّخذ ذلك‏

يرى الرأي الآخر أنَّ الخليفة الثاني عزم في العام السابع عشر من الهجرة على وضع مبدأ

1.تقويم وتقويم نگارى در تاريخ (بالفارسيّة) : ص ۱۰۷ و ۱۰۸ .

2.يعتقد بعض المحقّقين وجود شخصين باسم عيسى في التّاريخ . الأوّل : «عيسى المصلوب» والآخر «عيسى غير المصلوب» وبينهما أكثر من خمسة قرون . والتّاريخ الميلادي لا يتطابق مع أي واحد منهما ، لأنّ المسيح غير المصلوب يتقدّم على التّاريخ الميلادي ۲۵۰ عاماً ، والمسيح المصلوب يتأخّر ۲۹۰ عاماً على هذا التّاريخ (راجع : الميزان في تفسير القرآن : ۳ / ۳۱۴) .

3.راجع : تاريخ المدينة : ۳ / ۹۵۴ والبداية والنهاية : ۵ / ۳۴۹ .

4.تاريخ الطبري : ۲ / ۳۸۸ .

5.راجع : الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم : ۴ / ۱۸۶ - ۲۰۲ .

الصفحه من 12