الامام علی بن محمد الهادی - الصفحه 4

يُفصِحُ بالآيةِ ولا بالكلامِ ، أيُّ شي‏ءٍ هذا؟ قالَ: قلتُ: أعَزّكَ اللَّهُ تَوَعّدَ ، انظُرْ ما يكونُ بعدَ ثلاثةِ أيّامٍ.
فلمّا كانَ مِن الغَدِ أطْلَقَهُ واعْتَذرَ إلَيهِ ، فلَمّا كانَ في اليومِ الثّالثِ وَثَبَ علَيهِ ياغزُ ويَغْلونُ وتامِشُ وجَماعةٌ مَعهُم، فقَتَلوهُ وأقْعَدوا المُنْتَصِرَ ولَدَهُ خليفةً.۱

234 - إخبارُهُ عَمّا في نَفسِ عَبد الرَّحمنِ الإصفهاني وتَشيُّعُهُ‏

۱۱۸۹.كشف الغمّة : حدَّثَ جَماعَةٌ مِن أهلِ إصفِهانَ مِنهُم أبوالعَبّاسِ أحمدُ بنُ النَّصرِ ، وَأبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلويَّةِ ، قالوا : كانَ بِإصفِهانَ رَجلٌ يُقالُ لَهُ عَبدُالرَّحمنِ وَكانَ شيعيّاً ، فَقيلَ لَهُ : ما السَّبَبُ الَّذي أوجَبَ عَلَيكَ القَولَ بِإمامَةِ عَليٍّ النَّقيِّ دونَ غَيرِهِ مِن أهلِ الزَّمانِ ؟ فَقالَ : شاهَدتُ ما يوجِبُ عَلىَّ ذلِكَ ، وَذلك أنّي كُنتُ رَجُلاً فَقيراً وَكانَ لي لِسانٌ وَجُرأةٌ ، فَأخرَجَني أهلُ إصفِهانَ سِنةً مِنَ السِّنينَ مَعَ قَومٍ آخَرينَ ، (فَجِئنا - ظ) إلى بابِ المُتَوَكِّل مُتَظَلِّمينَ ، وَكُنّا بِبابِ المُتَوَكِّلِ يَوماً إذ خَرَجَ الأمرُ بِإحضارِ عَلىِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الرِّضا ؛ فَقُلتُ لِبَعضِ مَن حَضَرَ : مَن هذا الرَّجُلُ الَّذي قَد أمِرَ بِإحضارِهِ ؟ فَقيلَ : هذا رَجُلٌ عَلَويٌ تَقولُ الرافِضَةُ بِإمامَتِهِ ، ثُمَّ قالَ : وَنَقدِرُ أنَّ المُتَوَكِّلَ يُحضِرُهُ للقَتلِ ، فَقُلتُ : لا أبرَحُ مِن هيهُنا حَتَّى أنظُرَ إلى هذا الرَّجُلِ أيِّ رَجُلٍ هُوَ ؟ قالَ : فَأقبَلَ راكِباً عَلى فَرَسٍ وَقَد قامَ النّاسُ صَفَّينِ يُمنَةَ الطَّريقِ وَيُسرَتَها يَنظُرونَ إلَيهِ ، فَلَمّا رَأيتُهُ وَقَفتُ فَأبصَرتُهُ فَوَقَعَ حُبُّهُ في قَلبي ، فَجَعلتُ أدعو لَهُ في نَفسي بِأن يَدفَعَ اللَّهُ عنه شَرَّ المُتَوَكِّلِ ، فَأقبَلَ يَسيرُ بَينَ النّاسِ وَهُوَ يَنظُرُ إلى عُرفِ دابَّتِهِ لا يَلتَفِتُ ، وَأنا دائمُ الدُّعاءِ لَهُ ، فَلَمّا صارَ إلَيَّ أقبَلَ عَلىَّ بِوَجهِهِ وَقالَ : استَجابَ اللَّهُ دُعاءَكَ وَطَوَّلَ عُمرَكَ وَكَثَّرَ مالَكَ وَوَلَدَكَ ، فانصَرفنا بَعدَ ذلك إلى إصفِهانَ ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَىَّ وُجوهاً مِنَ المالِ حَتَّى إنّي أغلِقُ بابي عَلى ما قيمَتُهُ ألفَ ألفَ دِرهَمٍ سِوى مالي خارِجَ داري ؛ وَرُزِقتُ عَشَرةً مِنَ الأولادِ وَقَد بَلَغتُ مِن عُمري نَيِّفاً وَسَبعينَ سَنَةً ، وَأنا أقولُ بِإمامَةِ هذا الَّذي عَلِمَ ما في قَلبي وَاستَجابَ اللَّهُ دَعائَهُ لي .۲

1.بحار الأنوار : ۵۰ / ۱۸۹ / ۱ .

2.كشف الغمّة : ۳ / ۱۷۹ .

الصفحه من 4