الإیمان - الصفحه 13

۱۳۷۶.عنه عليه السلام : إنّ الإيمانَ يَبْدو لُمْظَةً بَيْضَاءَ في القلبِ ، فكلَّما ازْدادَ الإيمانُ عِظَماً ازْدادَ البَياضُ ، فإذا اسْتُكْمِلَ الإيمانُ ابْيَضَّ القلبُ كُلُّهُ .۱

(انظر) بحار الأنوار : 69 / 175 باب 33 .
اليقين : باب 4197 .

كلام في الإيمان وازدياده :

الإيمان بالشي‏ء ليس مجرّد العلم الحاصل به كما يستفاد من أمثال قوله تعالى‏ : (إنّ الّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى‏ أدْبارِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدى‏ )۲ ، وقوله : (إنّ الّذِينَ كَفَروا وصَدُّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ و شَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدى‏ )۳، وقوله : (وجَحَدوا بِها واسْتَيْقَنَتْها أنْفُسُهُم )۴ ، وقوله : (وأضَلَّهُ اللَّهُ على‏ عِلْمٍ )۵ ، فالآيات - كما ترى‏ - تثبت الارتداد والكفر والجحود والضلال مع العلم .
فمجرّد العلم بالشي‏ء والجزم بكونه حقّاً لا يكفي في حصول الإيمان واتّصاف من حصل له به ، بل لابدّ من الالتزام بمقتضاه وعقد القلب على‏ مؤدّاه بحيث يترتّب عليه آثاره العمليّة ولو في الجملة ، فالذي حصل له العلم بأنّ اللَّه تعالى‏ إله لا إله غيره فالتزم بمقتضاه - وهو عبوديّته وعبادته وحده - كان مؤمناً ، ولو علم به ولم يلتزم فلم يأت بشي‏ء من الأعمال المظهرة للعبوديّة كان عالماً وليس بمؤمن .
ومن هنا يظهر بطلان ما قيل : إنّ الإيمان هو مجرّد العلم والتصديق ؛ وذلك لما مرّ أنّ العلم ربّما يجامع الكفر .
ومن هنا يظهر أيضاً بطلان ما قيل : إنّ الإيمان هو العمل ؛ و ذلك لأنّ العمل يجامع النفاق ، فالمنافق له عمل وربّما كان ممّن ظهر له الحقّ ظهوراً علميّاً ولا إيمان له على‏ أيّ حال .
وإذ كان الإيمان هو العلم بالشي‏ء مع الالتزام به بحيث يترتّب عليه آثاره العمليّة ، وكلّ من العلم والالتزام ممّا يزداد وينقص ويشتدّ ويضعف ، كان الإيمان المؤلّف منهما قابلاً للزيادة والنقيصة والشدّة والضعف ، فاختلاف المراتب وتفاوت الدرجات من الضروريّات التي لا يشكّ فيها قطّ .
هذا ما ذهب إليه الأكثر وهو الحقّ ، ويدلّ

1.كنز العمّال : ۱۷۳۴ .

2.محمّد : ۲۵ .

3.محمّد : ۳۲ .

4.النمل : ۱۴ .

5.الجاثية : ۲۳ .

الصفحه من 34